لم يرحموا الأحياء ولا الأموات

درس علماء الآثار الأدلة الخاصة بمأساة وقعت قبل أكثر من ألفي سنة في شبه جزيرة إيبيريا، وفوجئوا بالوحشية التي قتل بها الرجال والنساء والأطفال، وقطعت أجسادهم إلى أجزاء ولم يدفنوا.

وتفيد مجلة Antiquity، بأن هذه المأساة تشير إلى أن أوروبا كانت قبل الرومان ساحة حروب وحشية. ولكن هل كان سكان أوروبا الغربية يتحاربون فيما بينهم قبل غزو الرومان؟ الجواب نعم، فقد عثر علماء الآثار على تحصينات عديدة وأسلحة ورسوم للمقاتلين. وتشير التجارب البشرية والأدلة المتوفرة، إلى أن تلك الحروب كانت شاملة ومدمرة ولا تفرق بين المقاتلين والمدنيين المسالمين.

و مستوطنة لا أويا الواقعة شمال-شرق إسبانيا الحالية، تأسست قبل الميلاد بـ 1500 سنة في حوض نهر ايبرو  وبقيت قائمة عدة قرون. وقد أحرقت بين أعوام 365 -195 قبل الميلاد، ويبدو أن سكانها قتلوا جميعا. وهذا أحد الأمثلة القليلة التي تؤكد على أن الأوروبيين قبل غزو الرومان لم يكونوا وديعين ومسالمين.

وقد عرض علماء الآثار  من بريطانيا وإسبانيا وفرنسا تصوراتهم الأولية المفصلة عن مصير هذه المستوطنة، استنادا إلى تحليل العظام البشرية التي عثروا عليها في موقع المأساة (رفات 13 شخصا 9 منهم بالغون من الجنسين ومراهقان وطفل عمره 3 سنوات ورضيع عمره 6 أشهر) ، ويكشفون تفاصيل مروعة عن كيفية قتل سكانها.

واتضح من الدراسة المفصلة لهذا الرفات، أن رجلا منهم أصيب بجروح عديدة بسلاح قاطع وفي الأخير فصلوا رأسه عن جسده. والرجل الثاني قطعت أطرافه العليا. و الفتاة المراهقة فقدت ذراعها التي عثر عليها على بعد ثلاثة أمتار،  عليها خمس أساور مصنوعة من سبائك نحاسية.

واستنتج العلماء، أن هذه الجثث لم تدفن ولم تحرق وفق تقاليد هذه المنطقة، لذلك احتفظت العظام بآثار تعرضها للهواء خلال فترة زمنية طويلة.

ويتضح من كل هذا، أن الغزاة قتلوا الرجال والنساء والأطفال وتركوهم في العراء طعاما للوحوش. وهذا يعني أنهم لم يرحموا الأحياء ولم يحترموا الأموات ولم يميزوا بين الرجال والنساء والأطفال العزل. وتشير هذه الأدلة، إلى أن هذه الوحشية  لم يجلبها الرومان، بل كانت سائدة في هذه المناطق قبل الغزو الروماني بوقت طويل.

رقم العدد:4686

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار