رغم كل الصعوبات التي مر بها ساهم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني بتحقيق الاكتفاء الذاتي لسورية ورفع الناتج المحلي الذي وصل إلى 30 بالمئة قبل الحرب الإرهابية وتوفير حاجة السوق المحلية من المنتجات الزراعية والمحاصيل الاستراتيجية واللحوم وباقي المنتجات الحيوانية فضلاً عن العديد من المواد الأولية اللازمة للمصانع في البلاد.
وحول واقع الثروة الحيوانية حاليا بين مدير الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة الدكتور حسين سلمان في تصريح لمندوب سانا أن عودة الأمن والأمان إلى ربوع سورية ستساهم بعودة الألق إلى هذا القطاع وبفترة زمنية قصيرة لخبرة ونشاط المربين السوريين ولإصرارهم على تحسين وضعهم المعيشي بالإضافة إلى الخدمات الصحية شبه المجانية التي تقدمها الدولة لهم.
وأشار سلمان إلى أن واقع الثروة الحيوانية لم يتأثر خلال الحرب الإرهابية على سورية من الناحية الصحية وهو بشكل عام جيد إذ لم تواجه القطعان أي جائحة مرضية أو مشكلة وبائية على الرغم من الصعوبة البالغة في الوصول إلى أماكن تربية الحيوانات وتقديم الخدمات البيطرية اللازمة نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية مبينا أنه تم وضع الآليات المناسبة لإيصال اللقاحات البيطرية إلى كافة المحافظات وتم إيصالها لبعض المحافظات بالطائرات ومنها إلى المناطق والقرى.
وتقدم اللقاحات البيطرية وخدمات التشخيص المخبري والخدمات البيطرية ذات الصلة لقطعان الثروة الحيوانية مجانا أو بشكل شبه مجاني من قبل الدولة وفق سلمان الذي يبين أن الوزارة تقوم بالتحصينات الوقائية ضد الأمراض السارية والوبائية “الحمى القلاعية وجدري الأغنام والماعز والانترتوكسيميا والجمرة العرضية والبروسيلا والباستوريلا والتهاب الأنف والرغامى المعدي والجمرة الخبيثة وشبه طاعون الدجاج وكوماروف الدجاج المنزلي والتهاب الجلد العقدي” عبر حملات التحصين الوقائي وضمن برنامج زمني سنوي.
وعن خطة الوزارة لحماية الثروة الحيوانية تركز الوزارة بحسب سلمان على متابعة إنتاج اللقاح وتأمينه بمواصفات عالمية وجودة جيدة والاستمرار بتنفيذ حملات التحصين الوقائي وتقديم كافة الخدمات البيطرية والتعاون مع المنظمات الدولية لتوفير المستلزمات الضرورية والتدريب الخاص بالخدمات البيطرية ونشر التوعية والإرشاد للمربين لحماية الثروة الحيوانية وزيادة إنتاجيتها بالإضافة إلى اعتماد استراتيجيات السيطرة على الأمراض الوبائية المستوطنة والعابرة للحدود مبينا أنه يتم إنتاج ما يقارب 70 بالمئة من احتياجات الثروة الحيوانية من اللقاحات البيطرية حسب الخطة الإنتاجية السنوية وتقدر بنحو 20 مليون جرعة سنوياً.
وأشار سلمان إلى أن وزارة الزراعة تقوم باستيراد 30 بالمئة من الاحتياجات من اللقاحات عن طريق المؤسسة العامة للتجارة الخارجية مثل لقاحات الحمى القلاعية 5 ملايين جرعة والباستوريلا 1ر5 ملايين جرعة سنوياً وجميعها يتم تقديمها مجاناً لافتا إلى أن المديرية تقوم بإنتاج تسعة أنواع من اللقاحات للدواجن ويتم بيعها للمربين بسعر التكلفة.
وعن كيفية حماية الثروة الحيوانية من الجوائح المرضية أوضح سلمان أن الوزارة لديها 21 مركز حجر صحي بيطري بكافة المعابر الحدودية البحرية والبرية والجوية بحيث يتم أخذ العينات من المنتجات الحيوانية المستوردة وحجر الحيوانات الحية ولا يفرج عنها حتى تثبت سلامتها حسب قانون حماية الثروة الحيوانية.
أما بالنسبة للمنتجات الحيوانية المصدرة فأوضح أنه يتم اختبارها حسب المواصفات الفنية المعتمدة ومنحها شهادة صحية بيطرية دولية مؤكداً أنه لا يتم منح أي إجازة استيراد من قبل وزارة الاقتصاد للحيوانات والمنتجات الحيوانية إلا بعد الحصول على موافقة فنية بيطرية من قبل قسم الحجر البيطري بالمديرية وحسب القوانين والقرارات الناظمة للصحة الحيوانية.
رقم العدد:4620