تشكل زراعة المحاصيل الطبية والعطرية رديفا أساسيا للزراعات الاستراتيجية التي تمتاز بها محافظة الحسكة كالقمح والشعير والبقوليات إذ يقبل الفلاحون على زراعتها كل عام بهدف تأمين حاجة المحافظة من هذه المواد وتوريد الفائض باتجاه المحافظات السورية الأخرى في ظل تنامي الطلب عليها ووجود سوق تصريف جيد لها.
وبين المهندس عبد المعين القضماني مدير الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة أن معظم الزراعات الطبية والعطرية تدخل في الصناعات الدوائية وتضع وزارة الزراعة على سلم أولوياتها خمسة أنواع هي الكمون واليانسون وحبة البركة والكزبرة والشمرة لافتا إلى وجود إقبال متزايد على زراعتها بسبب مردودها المالي الجيد و انخفاض تكاليف ومستلزمات عملية الزراعة مقارنة مع بقية المحاصيل حيث تجاوزت المساحات المزروعة 83 ألف هكتار هذا الموسم منها 24 ألف هكتار في محافظة الحسكة تزرع غالبيتها العظمى بعلا.
من جهته أوضح مدير زراعة الحسكة المهندس رجب سلامة في تصريح مماثل أن واقع زراعة هذه المحاصيل خلال الموسم الحالي مبشر حيث ساهمت الأمطار الغزيرة التي عمت مختلف أرجاء المحافظة بنمو جيد للنباتات وخلوها من الأمراض وشهدت توسعا كبيرا في المحافظة خلال السنوات الأخيرة بسبب انخفاض تكلفة الإنتاج من تكاليف الري والاسمدة وغيرها إضافة إلى قصر الدورة الإنتاجية التي لا تتجاوز الأربعة أشهر مشيرا إلى وجود أسواق تصريف نشطة لهذه المنتجات داخل المحافظة وخارجها وارتفاع أسعار مبيعها خلال السنوات الماضية.
رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس جلال بلال بين أن هذه المحاصيل تزرع في مختلف أرجاء المحافظة ولكنها تتركز في المناطق الزراعية الشمالية كالمالكية وعامودا والدرباسية ورأس العين والقامشلي لافتا إلى أن محصول الكمون يتصدر القائمة من حيث المساحة وكمية الإنتاج.
وأكد عدد من فلاحي المحافظة أن واقع زراعة المحاصيل الطبية والعطرية جيد نتيجة كمية الأمطار المتساقطة إضافة لخلوها من الإصابات الحشرية والفطرية ما يبشر بموسم وافر من الإنتاج مطالبين الجهات المعنية بتسويق فائض الإنتاج إلى المحافظات الأخرى وتحديد أسعار بيع وشراء هذه المحاصيل.
رقم العدد:4553