كورونا يعصف بالاقتصادين الأمريكي والبريطاني

مع تحول الولايات المتحدة إلى بؤرة لتفشي فيروس كورونا المستجد وارتفاع عدد الوفيات والإصابات في بريطانيا على نحو غير متوقع وسط إجراءات أثبتت فشلها في الحد من انتشار المرض بدأت تداعيات الجائحة العالمية تنعكس بشكل واضح على الاقتصادين الأمريكي والبريطاني مهددة بحدوث كساد عظيم يفوق في حجمه وسرعته ما شهدته ثلاثينيات القرن الماضي.

جائحة كورونا التي تفشت على نحو سريع لم يتوقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عصفت بالاقتصاد الأمريكي مكبدة إياه خسائر تجاوزت 700 ألف وظيفة في آذار الماضي لترتفع معدلات البطالة على وقع تزايد الإصابات والوفيات واتساع تدابير الحجر المنزلي وتقديم أكثر من 10 ملايين أمريكي طلبات إعانة حكومية بعد فقدان أعمالهم بحسب صحيفة واشنطن بوست.

أما في بريطانيا التي لم تكد تلتقط أنفاسها من أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي وعملية بريكست فكانت تداعيات كورونا أكبر فالشركات البريطانية تعاني أصلاً من آثار أزمة الانسحاب من التكتل الأوروبي وغير مستعدة أبداً للتعامل مع كارثة جديده مثل كورونا وهذا ما حذر منه البروفيسور في علوم الاقتصاد بجامعة دارماوث الأمريكية والمسؤول السابق في بنك إنكلترا “ديفيد بلانشفلاور” الذي توقع ارتفاع نسبة البطالة في بريطانيا إلى 21 بالمئة.

بلانشفلاور أكد في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن معدلات البطالة سواء الولايات المتحدة أو بريطانيا وأنحاء أوروبا تتزايد بوتيرة سريعة لم يشهدها العالم من قبل مشيراً إلى أن معدل البطالة بسبب كورونا سيكون بحسب التوقعات أسرع بعشرة أضعاف مقارنة بما كان عليه خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008.

تحذيرات بلانشفلاور تتماشى بلا شك مع واقع الاقتصاد العالمي الذي يرزح حالياً تحت وطأة فيروس كورونا وتأتي في الوقت الذي انخفض فيه النشاط الاقتصادي في بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوى له.

التهديد الذي يحمله فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي أصبح واقعاً منظوراً مع دخول الشركات والأعمال في معظم الدول حالة من الشلل فيما تحاول الحكومات ولا سيما في أوروبا والولايات المتحدة اتخاذ تدابير عاجلة في محاولة لإنقاذ اقتصاداتها ومنعها من الانهيار بشكل كامل.

صحيفة لوموند الفرنسية نجحت تماماً في توصيف حالة الوضع الاقتصادي المتردي في أوروبا بقولها إن “الاقتصاد الأوروبي أصبح كالرجل الذي أصيب بذبحة صدرية” فجائحة كورونا كشفت نقاط خلل خطيرة في النظامين الصحي والإداري بالدول الغربية الكبرى وأوضحت عجز هذه الدول ليس فقط عن إنقاذ أرواح مواطنيها بل اقتصادها أيضاً.

رقم العدد:4535

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار