الشاعر صهيب السيد ذاكر للفرات: المثقف الحقيقي يعيش في غربة ولابد أن يأخذ دوره الإصلاحي ….. قصيدة النثر شكل جميل من أشكال الشعر أساء له المتهاون والمتطفل
حوار : خالد جمعة
ينهل من معين الفرات ليصوغها قصائد تتجلى فيها روح الإبداع وهو يصدح بترانيم كلماته لتمتزج مع عمق الشعور مبنى ومعنى ، صهيب السيد ذاكر شاعر فراتي يتميز بعذوبة شعره ورقته ابياته التي تتموسق مع الجملة والمفردة وتنتج المعنى ليعطي القصيدة حقها …
الفرات التقت الشاعر وكان لها معه الحوار التالي :
– ما تعريف القصيدة لدى صهيب السيد ذاكر؟ كيف تتكون القصيدة لديه؟
– القصيدة وليدة حالة داخلية يمر بها الشاعر فتنطلق مسكونة بشغفه و عواطفه لتلبس رداء لغة تحملها للمتلقي معبرة عن حالة جمعية بصيغة قد تكون فردية
_ هل يوجد عندنا نقد بالمعنى الصحيح للأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص ؟
– لا يوجد لدينا اي نقد منهجي وفق اسس النقد المعتمدة أكاديميا و من تصدى للنقد هنا او اعتبر نفسه ناقدا و ان تكلم بمصطلحات النقد الا انه لا يأتي الا بكلام عام و حالة تذوقية للنص الذي يناقشه و تدخل المجاملات كأنما النقد هو مديح لنص و ان كان لا يستحق .
– ترسم انت وأدباؤنا صورة مشرقة للفرات وأدبه كيف أحسست الفارق بين دمشق وبين مدينتيك البوكمال والدير؟
– الفرات ..دير الزور.. البوكمال محط الروح حيثما كنت هي النبض و اشراقة الروح اما دمشق فهي تجلي الجمال بأبهى صوره، دمشق ذات فضاء اوسع و مجال أرحب هذا ما وجدت في دمشق الغالية .
– أصبحت المكتبة العربية تعج بآلاف الكتب فكيف للمتلقي أن يستنبط الغث من السمين ؟
– استسهال الكتابة و القدرة على الطباعة عند البعض و أسباب أخرى ساعدت في طباعة كم من الكتب بأغلفة لماعة و محتوى إما عادي أو لا يستحق النشر مما شكل إرباكا للقارئ و هذا باعتقادي أحد أسباب الإعراض عن القراءة .
– متى يلج صهيب قصيدته ومتى تكون ناضجة بفكرها وهل تعيد صياغتها قبل إخراجها النهائي؟
– القصيدة على كل هدوء تحمله تفور من الشاعر كالينبوع المتفجر فتسطع في سماء ابداعه لا اتعمد كتابتها و لا أخطط لها و الكثير الكثير مما أكتبه لا أعيد صياغته لأني اشعر انه يحمل صدق ما أريد قوله .
– هل تؤدي الثقافة مهامها على أكمل وجه وهل نستطيع أن نقول إن هناك فعلا ثقافيا وحراك ثقافيا بشكل عام في ظل هيمنة الإعلام المرئي المتوجه نحو الفنانين ولاعبي كرة القدم ؟
– الثقافة على عمومها حاجة مجتمعية و لكن الابتعاد عن الثقافة عموما يرتكز على تصدر أنصاف المثقفين و بعض المتقولين منابر لا يمتلكون زمامها و في السنوات الأخيرة لعب الإعلام المعادي دورا في حرف الوجهة الصحيحة للثقافة في عقول البعض إلى حالات تسيء للمجتمع فأصبح المثقف الحقيقي يعيش غربة و لكن لا بد من أن يأخذ دوره الإصلاحي البناء لتلافي المخاطر النفسية و الثقافية التي خلفتها ماكينة إعلامية ممولة هدامة .
أما بالنسبة للفن فهو حالة من الحالات الثقافية التي نحتاج أن نرتقي بها لخدمة مجتمعنا و الرياضة قد تعتبر حالة ترفيهية عند البعض و حالة حضارية عند الكثيرين و لا يجب تغليب شيء على حساب شيء اخر .
– كيف تنظر إلى الشعر الحديث باعتبار أنه أصبح منتشرا ويستسهله الكثير ؟
– الشعر الحديث او ما يسمى قصيدة النثر شكل جميل من اشكال الشعر أساء له المتهاون و المتطفل فكثر من يدعي كتابته على غير معرفة به و منهم من يخلط بينه و بين الخاطرة و ان كان هناك من أبناء الفرات و سواهم من أبدع بهذا الشكل على أسس متينة رزينة واعية .
– دواوينك شعر المطبوعة معروفة ، هل لنا أن نذر القارئ بها ، وما هو الجديد قيد الطبع ؟
– لي اعمال مطبوعة هي : هامس هذا الصراخ، بين يدي القلب، انكسارات المغني، ومشاركة في ديوان شعري مع عدد من الشعراء من بلدان عربية مختلفة بعنوان حديث الياسمين
ولدي مجموعتان شعريتان مخطوطتان وقيد الطبع
– صهيب السيد ذاكر من مواليد البوكمال ١٩٦٤- شارك في مهرجانات و امسيات في دير الزور و خارجها له أعمال مطبوعة هي هامس هذا الصراخ – بين يدي القلب- انكسارات المغني- ديوان عربي مشترك بعنوان حديث الياسمين
كرم من عدد من الجهات الادبية كسفير للثقافة ومنح درجة دكتوراه فخرية
يقول في قصيدة بعنوان (الجمال الخالد):
لحن على شفتي يمر فاطرب و يفيض بي خمر الحروف فاشرب
لتزول عن عيني غشاوة من رأى صورا فألقاني لسرك أقرب
فأهيم في ملكوت كون آخر يحتاطني فيه الضياء الأعجب
من شاهد الأنوار كيف يعافها نحو الدجى في غيه يتقلب
فيتيه يتعبه الهجير بلفحه و يعاف ماءاً من زلال يعذب
رقم العدد:4405