عقبة الحسن
تعمل مديرية الثقافي في دير الزور، منذ فك الحصار عن المدينة على إعادة المشهد الثقافي إلى زخمه وألقه، وتبذل جهوداً كبيرة بالإمكانيات البسيطة المتاحة، وبهذه الإمكانيات حققت نجاحات قياسية وملموسة ويستعرض الواقع الثقافي للفرات مدير الثقافة في دير الزور الأستاذ أحمد العلي.
أوضح الأستاذ العلي أن المديرية تمكنت من تفعيل سبعة مراكز ثقافية في الريف بمقرات مؤقتة بديلة عن المقرات التي تعرضت للتخريب الممنهج على أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة طوال فترة سيطرتهم عليها، مبيناً أن هذه المراكز هي دير الزور- الميادين- العشارة- مراط وحطلة (مركز مراط)- الخريطة- الشميطية ، إضافة إلى مقر ثامن هو الجلاء دخل الخدمة حديثاً وبدأ دوام العاملين فيه، وأن الأنشطة الثقافية تتم على قدم وساق في هذه المراكز رغم تواضع إمكانياتها, وتقام فيها المحاضرات والأصبوحات والندوات.
ولفت العلي إلى أن المديرية حرصت على تأمين وتجهيز المقرات بطرق شتى، فمنها العقار المستأجر بسعر رمزي يقارب المجاني، ومقر مراط مثلاً قدمته الوحدة الإرشادية، ومقر البوليل في شقة سكنية وهكذا، وذكر أن عدد المراكز الثقافية في المحافظة كاملاً كان 27 مركزاً منها 15 حالياً تقع ضمن مناطق تحت السيطرة، أما الباقي فيوجد في مناطق غير آمنة تحت سيطرة الميليشيات المسماة (قسد) والإرهابيين.
وأكد العلي أنه عدا عن تفعيل المقرات والبديلة الثمانية حتى الآن، توجد ثلاث مقرات يتم تجهيزها وستدخل الخدمة الشهر القادم هي البوكمال والزباري والبوليل ليصير عدد المراكز العاملة عشرة، بالإضافة إلى أن المديرية تحرص وبشكل مستمر على إقامة النشاطات الثقافية بكل أشكالها داخل المدارس.
وتحدث مدير الثقافة الأستاذ أحمد العلي عن المشهد الثقافي داخل مدينة دير الزور قائلاً إن المديرية قامت بالتشبيك والتشاركية مع المؤسسات بوضع خطة لتفعيل العمل الثقافي، ونجت في التشبيك مع قيادة الشرطة حيث يقوم السادة الضباط بتقديم المحاضرات بشكل دوري في ثقافي دير الزور عن نواحي عديدة أهمها آفة المخدرات وعن القوانين والأنظمة والجرائم بمعدل نشاطين كل شهر، وأضاف أن نفس التشبيك حدث مع رئاسة جامعة الفرات ومديرية الصحة بهدف تقديم المحاضرات التوعوية من قبل السادة الأطباء وأساتذة الجامعة، وبمعدل نشاطين كل شهر كذلك.
وذكر العلي أن المديرية تحرص بشكل شبه يومي على إقامة المحاضرات والأنشطة والفعاليات والندوات وصولاً إلى المهرجانات، وأن لديها برامج ثابتة خاصة بثقافة الطفل كونها المهمة الأكثر دقة وحساسية بعدما تعرض له أطفالنا من محاولات تشويه فكري وعقائدي ممنهج ومدروس من قبل ماكينات البترودولار وقطعان الإرهاببين على مدى سنوات، وقال العلي إن آخر هذه الفعاليات التي لا تتوقف كان تظاهرة ثقافية بعنوان (عندما يكبر الأمل) شملت معرضاً وفيلماً وثائقياً.
وأشار العلي إلى أن المديرية قامت بإعادة تفعيل فرقة الفرات الموسيقية التراثية التي قدمت حتى الآن سبع حفلات من تراث المنطقة أعادت فيها للحاضرين أيام الزمن الأخضر على شاطئ الفرات قبل سنوات الإرهاب العجاف، كما تمكنت المديرية من الربط والتشبيك مع مديرية الثقافة في الرقة وتقديم المحاضرات والأنشطة والندوات التوعوية بشكل خاص في منطقة الصبحة المتاخمة لمناطق سيطرة الانفصاليين مما يسمى (قسد) بهدف نشر الفكر الصحيح والتوعية الوطنية بين المواطنين.
أخيراً ختم مدير الثقافة الأستاذ أحمد العلي بأن خطة المديرية الرئيسية للمرحلة القادمة هي إعادة العمل في المراكز الثلاثة الكبرى وهي دير الزور والميادين والبوكمال إلى العمل بعد تجهيزها وتفعيل الزخم فيها إلى الحد الأقصى بانتظار الدعم المطلوب، وان ثمة دراسات في المحافظة والوزارة بغية إعادة كافة المقرات التي تم تخريبها في دير الزور وريفها إلى العمل.
رقم العدد:4357