تجليات البعد الفني عند خليل عبد اللطيف

خالد جمعة

النظرة الفنيّة بدلالة عمقها تشي نحو فنان فراتي رسم اللوحة وكتب الخط وعبر رؤيته أشار ووثق للفن الفراتي بكل ما يحمل من تفاصيل وعمق تراثي وتاريخي ليترجم ثقافته الفنية وبعده الحسي لمعالم اللوحة التي تكوّن مصدر عاطفته وهي المسؤولية عن صناعة الوجدان الخيالي داخله ليبقى مع صيغ الألوان وتعابير الريشة وأبعاد القصبة ، ذلك جميعه ساهم في قراءته للوحة الفنية وأبعادها وتجلياتها ومنها انطلق ليقرأ النتاج الفني عند زملائه الفنانين .

خليل عبد اللطيف … فنان فراتي يصوغ لوحاته بإحساسه المرهف ومدى حبّه للفرات ولتراثه والذي يعتبره خزانا معرفيا وثقافيا يستمد منه موضوعات لوحاته .

وما بين اللون والريشة ذهبت مخيلته لتستقر عند التراث لتبقى شاهداً على الأيام تحكي أيام دير الزور وحكاياتها بكل تفاصيلها . انخرط في اللوحة وتماهى معها وعشقها … أحب تفاصيلها لتنطلق ريشته تحكي التراث … لتبقى تصوغ حكايات غابت لتحكيها وترويها .

من خلال كل ذلك استطاع عبد اللطيف أن يجوب عوالم الفن دراسة وتحليلاً لجميع نتاج فناني الفرات والمدراس الفنية التي ينتمي كل واحد منهم في محاولة منه لتوثيق ذلك الفن وليكون لبنة يؤسس لها كتاب فني توثيقي يعتزم إصداره يختص بالحركة الفنية في المحافظة .

 

فاللوحة لديه واضحة المعالم يجسد فيها عمق الرغبة لديه في ايداع طابع خاص يعرف به وخصوصاً التراثية منها التي تجسد التراث الفراتي ببيوتاته وحاراته ومآذن جوامعه وشاطئها الفراتي .

ترى من خلالها رؤيته الفنية بالأبعاد والموقع ومساحة اللون والظل وأنت تجوب معالم اللوحة التي ينتقيها ليثبت لدى المتلقي طابعه الخاص وهو يتعامل مع الفحم ويطوعه كلون عميق التأثير بتدرجاته ليضعها أمامنا نستلهم منها حكاية التراث .

واللوحة الفنية عند عبد اللطيف لها بعدها التاريخي والفني والتراثي تشتمل على معاني كثيرة لذلك يهتم بإخراجها لتتشارك لديه عنصري الحياة والخيال معاً عبر تقنية فنية تشكيلية وإعطاء اللوحة تأثيراتها الحسية لجذب المتلقي ووضعه في مضمون اللوحة

وربما كل ذلك يتأتى عبر اكتنازه للثقافة وخصوصا الفنية ومعرفة مفردات التراث ومايحتويه حتى يعيد صياغته بالشكل الذي يتبعه وبرؤته الخاصة مشيرا بذات الوقت إلى التجسيد الروحي والفكرة الملموسة من خلال الجاذبية التي تتملك المشاهد وهو يتابع تنوع اللوحات لديه .

كل ذلك جعل الفنان خليل عبد اللطيف أن ينطلق ليجد تشكيلاً جديداً للخط العربي يعبر بشكل أو بآخر عن مفهوم الخط لديه فهو لا يعتمد نوعاً أو مدرسة يتبعها بل يحاول أن يقيم على مسطحات اللوحة تعبيراً مغايراً بهندسة غير مستقرة تعتمد الكثافة والشفافية لتكون أكثر تأثيراً وعمقاً.

رقم العدد:4348

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار