فلوح: سورية ملتزمة بإيجاد حل سياسي مستدام للأزمة ومستمرة في القضاء على معاقل الإرهاب وإخراج القوات الأجنبية المحتلة
جدد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المستشار الدكتور لؤي فلوح التأكيد على أن سورية ملتزمة بالعمل على التوصل إلى حل سياسي مستدام للازمة ومستمرة بالقضاء على الإرهاب والعمل على إخراج القوات الأجنبية المحتلة والمعتدية مشيرا إلى أن السبب الرئيس لمعاناة السوريين هو الإرهاب ومن يدعمه.
وشدد فلوح خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الحالة في الشرق الأوسط على رفض سورية السلوك الممنهج الذي تتبناه الوفود الدائمة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عبر استغلال منبر مجلس الأمن بهدف تشويه صورة الحكومة السورية لافتا إلى أن هذه الدول لا تملك الأهلية القانونية ولا الأخلاقية للدعوة إلى عقد جلسات لتناول الشأن الإنساني في سورية باعتبارها متورطة في العدوان العسكري المباشر عليها وفي تأمين الغطاء للمجموعات الإرهابية وفي قتل آلاف السوريين وتدمير ممتلكاتهم وخطفهم وتشريدهم وتهجيرهم من منازلهم وفي فرض الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب على الشعب السوري.
وأوضح فلوح أن هذه الدول التي يفترض بها تحمل مسؤولية صون السلم والأمن الدوليين لم تأبه يوما بحقوق إنسان ولا برفاه شعوب ولا بسيادة دول بل انتهجت على مدى قرون سلوكا غير أخلاقي يقوم على إساءة استخدام الغايات الإنسانية النبيلة وعلى التلاعب بمبادئ وأحكام الميثاق والقانون الدولي لتحقيق أجندة استعمارية عدوانية مستمرة تتمثل بشرعنة التدخل الخارجي وقلب أنظمة الحكم الشرعية بالقوة العسكرية وتفتيت الدول وتفكيكها والأمثلة كثيرة على ذلك.
وبين فلوح أن سورية لا تعارض من حيث المبدأ عقد جلسات تتناول الأوضاع فيها من جميع جوانبها وأبعادها وذلك حين تكون الغاية الوحيدة من هذه الجلسات تبادل وجهات النظر بشكل شفاف ومهني ونزيه ومن ثم تقديم المساعدة وطرح الحلول الجدية التي تساعد في عودة الحياة والأمن والاستقرار والرفاه للسوريين جميعا دون استثناء بعد أن أنهكتهم الحرب الإرهابية المفروضة عليهم منذ نحو تسع سنوات داعيا أعضاء مجلس الأمن إلى التمعن بمقدار ما أنفقته وبذلته حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ومعها دول أخرى في المنطقة من ميزانيات وطاقات وسلاح للنيل من سورية أرضاً وشعباً وحكومة ولتصفية حساباتها القديمة الجديدة معها على حساب دماء الشعب السوري ومقدراته وحضارته ومستقبل أبنائه.
وأعرب فلوح عن قلق سورية البالغ لاستمرار هذه الحكومات في فرض مواقفها وسياساتها على العديد من مفاصل العمل داخل الأمم المتحدة وعلى بعض موظفيها لتشويه حقيقة ما جرى ويجري في سورية من خلال الاعتماد على مصادر معلومات مشبوهة واستخدام عبارات ومصطلحات ماكرة في تقاريرها وبياناتها وذلك بهدف تضليل الرأي العام الدولي والتغطية على ما يعانيه المدنيون بفعل جرائم المجموعات الإرهابية التي دأبت خلال السنوات التسع الماضية على اتخاذ المدنيين في مناطق انتشارها دروعاً بشرية وعلى استباحة المشافي والمدارس وجعلها مقار لها واعتقال المخطوفين فيها وعلى استهداف المناطق الآمنة بقذائف الحقد العشوائية.
وأشار فلوح إلى أن مجلس الأمن لا يزال عاجزا عن إيجاد طريقه الحقيقي لمعالجة السبب الرئيس لمعاناة السوريين ألا وهو الإرهاب ومن يدعمه وذلك بسبب الموقف العدائي الذي يتبناه بعض الدول ضد سورية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والتي ترفض التصدي للإرهاب الذي يتعرض له السوريون في بعض المناطق ولا سيما في شمال غرب البلاد وذلك بهدف حماية تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
وأوضح فلوح أن هذه الدول التي تقدم الدعم للمجموعات الإرهابية قامت بتهريب المخطوفين من حلب وريف اللاذقية إلى تركيا ليبقى مصيرهم مجهولا حتى اليوم وهي المجموعات التي اختطفت أيضاً آلاف المدنيين ووضعتهم داخل ما سمي “سجن التوبة” في الغوطة الشرقية مشيرا بهذا الصدد إلى تسجيلات الفيديو التي نشرها أولئك الإرهابيون حين كانوا يسيطرون على تلك المنطقة والتي أظهرت وحشيتهم عندما كبلوا وزجوا الأطفال والنساء في أقفاص حديدية ووضعوها في الشوارع في مشهد مؤلم يعيد إلى الذاكرة قصص العبودية والرق.
وشدد فلوح على أن تعمد تجاهل الحديث عن مصير آلاف المفقودين والمخطوفين لدى المجموعات الإرهابية وتجاهل آلام عائلاتهم يؤكد مجددا حقيقة ازدواجية المعايير التي تتعامل بها بعض الدول والآليات العاملة في إطار الأمم المتحدة مع القضايا الإنسانية حيث أظهرت المعلومات التي تم كشفها بعد تحرير الغوطة الشرقية والأحياء الشرقية من حلب وأماكن أخرى كثيرة في سورية أن المجموعات الإرهابية كانت لجأت إلى تصفية الآلاف ودفنهم في مقابر جماعية.
وأشار فلوح إلى أن كل قرية ومدينة ومنطقة عانت من الإرهاب في سورية ستبقى شاهدا على خزي وفضائح هذه الحكومات التي دعمت التنظيمات الإرهابية ومولتها وسلحتها ومنحتها الغطاء الإعلامي والسياسي ثم زعمت بأنها “معارضة سورية معتدلة” في حين أنها لم تكن إلا مجموعات إرهابية تضم آلاف الإرهابيين الأجانب إلى هذا اليوم.
وبين فلوح أن سورية تتعامل مع موضوع المفقودين والمحتجزين من منظور إنساني بحت بعيدا عن سلوك الاستغلال السياسي للقضايا الإنسانية وتم تشكيل مجموعة عمل ضمن إطار مسار أستانا معنية بإطلاق سراح المحتجزين والمختفين قسرا وتبادل الجثث والكشف عن مصير المفقودين وتتعامل الحكومة السورية معها بشكل إيجابي وبناء مؤكدا أن مواصلة استغلال هذه القضية الإنسانية من شأنها التشويش على عمل هذه الآلية وعلى الخطوات الإيجابية التي تحققها.
ولفت فلوح إلى أن مبادرات المصالحة الوطنية وجهود منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أثمرت عن خطوات مهمة في التعامل مع موضوع المفقودين والمحتجزين مشددا على أن الجهات القانونية والقضائية المختصة في سورية تمارس صلاحياتها واختصاصاتها في هذه القضايا وفقاً للدستور وللقواعد الموضوعية والإجرائية الواردة في نصوص القوانين الجزائية والمدنية ذات الصلة ولا سيما قوانين أصول المحاكمات.
وأشار فلوح إلى أن سورية تنخرط بعمل وجهد جديين مع الضامنين الروسي والإيراني لمسار أستانا ومع المبعوث الأممي بهدف التوصل إلى حل سياسي مستدام يملكه ويقوده السوريون أنفسهم دون أي تدخلٍ خارجي وهي مستمرة بالقضاء على كل معاقل الإرهاب والعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية المحتلة والمعتدية على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ولن تخضع لأي ابتزاز يمارسه البعض في مجلس الأمن أو على الأرض في سورية.
وأوضح فلوح أن مجلس الأمن اعتاد على مدى السنوات الثماني الماضية على الاستماع لإحاطات تحريضية لا مصداقية لها ضد سورية وهي تعتمد في مجملها على معلومات مغلوطة ومصادر مشبوهة وذلك بدعوة من دول معروفة في هذا المجلس.. وكم كنا نتمنى أن يعتمد المجلس وبعد هذه السنوات الثماني مقاربة موضوعية وذلك من خلال الاستماع لشهادات عائلات تعرض أفرادها لأبشع أشكال التعذيب على يد من تسميهم الدول.. التي دعت إلى عقد هذه الجلسة.. “معارضة معتدلة” وصلت إلى حد رمي المخطوفين في الأفران وهم أحياء لا أن تتم دعوة بعض الأطراف المعروفة بارتباطاتها الاستخبارية بدول مولت ودربت وسلحت المجموعات الإرهابية التي ارتكبت أفظع الجرائم بحق السوريين.
رقم العدد:4322