روحاني: اتخذنا خطوات جديدة في إطار الاتفاق النووي ولن نسمح للولايات المتحدة بأن تبدله بمنطق الربح والخسارة
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده اتخذت خطوات جديدة في إطار الاتفاق النووي ولم تخرج منه لأن انهياره خطر على إيران والعالم بأسره.
وقال روحاني في كلمة اليوم بعد أن استنفدنا آليات الاتفاق وقدمنا كل ما هو مطلوب منا فأننا نعلن عن خفض تنفيذ بعض التعهدات بناء على بنوده ومنذ اليوم سنوقف بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل وسنمهل الأطراف الخمسة المتبقية في الاتفاق النووي 60 يوما لتنفيذ تعهداتهم.
وأوضح روحاني أن أميركا والكيان الإسرائيلي وبعض الدول الرجعية في المنطقة كانوا يعادون إيران والاتفاق النووي منذ بداية تطبيقه مؤكدا أن إيران تدافع بالقرار الذي اتخذته عن حقها الشرعي والقانوني من خلاله ولن تسمح للولايات المتحدة بأن تبدل هذا الاتفاق بمنطق الربح والخسارة.
ولفت إلى أن الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووى خطت خطوات إيجابية لكنها غير كافية مذكرا بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق وأكدت 14 مرة التزام إيران بتعهداتها في إطار الاتفاق.
وأضاف روحاني بعثت برسائل للأطراف الخمسة في الاتفاق النووي بشأن خطواتنا الجديدة في إطار الاتفاق وليس الخروج منه وقال ليعلم شعبنا بأننا لم نخرج من الاتفاق النووي ولكننا نعلن عن خفضنا بعض التعهدات بناء على بنوده.. ونقول للدول المتبقية فيه إننا على أتم الاستعداد للتفاوض في إطار الاتفاق النووي لا غيره.
وأكد أن طريق إيران في التعاطي مع العالم لم يكن الحرب بل الدبلوماسية وقال إن استراتيجيتنا هي التعهد مقابل التعهد والتهديد مقابل التهديد والانتهاك مقابل الانتهاك.
وشدد على أن الاتفاق النووي لن يستبدل وفق ما تريد الولايات المتحدة وقال نحن لا نطلب منكم أن تعملوا وفقا لمصلحة إيران بل نقول لكم أعملوا لمصالح دولكم مضيفا إذا كان الاتفاق النووي لأمن المنطقة والسلام العالمي يجب على الجميع أن يطبقه وأن يدفع تكاليفه.
وأشار روحاني إلى أن اليوم يصادف الذكرى السنوية الأولى لانسحاب أميركا غير القانوني من الاتفاق النووي وتجاهلها القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي مشددا على ان أساس الاتفاق النووي بالنسبة لإيران كان قرارا وطنيا واستراتيجيا ولم يكن قرارا فرديا ولا حزبيا ولا حكوميا.
ولفت روحاني إلى دور ايران في محاربة الإرهاب بالمنطقة.
وسلمت طهران في وقت سابق سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين لديها رسالة تتضمن قرار إيران بوقف تنفيذ بعض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي.
المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران ستوقف بعض إجراءاتها ضمن الاتفاق النووي
كما أعلن المجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني أن إيران ستوقف منذ اليوم بعض إجراءاتها في الاتفاق النووي مشددا على أن إيران ستبدي ردة فعل حازمة وسريعة على أي إجراء غير مسؤول من قبل الدول الموقعة على هذا الاتفاق.
وقال المجلس في بيان له إن إيران لا تعتبر نفسها حاليا ملزمة بمراعاة القيود المتعلقة بالاحتفاظ باحتياطي اليورانيوم المخصب واحتياطي الماء الثقيل.
وأعلن المجلس أنه أعطى مهلة 60 يوما للدول المتبقية في الاتفاق النووي لتنفيذ تعهداتها خاصة في المجالين المصرفي والنفطي وأضاف في هذه المهلة اذا لم تكن الدول المذكورة قادرة على تأمين مطالب ايران فإنها في المرحلة التالية ستوقف مراعاة القيود المتعلقة بمستوى تخصيب اليورانيوم والاجراءات المتعلقة بتحديث مفاعل اراك للماء الثقيل.
وتابع المجلس أنه عندما يتم تأمين مطالبنا فإننا سنستأنف أيضا تعهداتنا المتوقفة بذات مستوى التنفيذ وإلا فستوقف إيران تعهداتها الأخرى مرحلة تلو مرحلة مشيرا إلى أن إيران مستعدة للاستمرار بمشاوراتها مع الاعضاء المتبقين في الاتفاق النووي على جميع المستويات ولكنها ستبدي ردة فعل حازمة وسريعة على أي إجراء غير مسؤول ولا سيما تحويل القضية إلى مجلس الأمن الدولي أو فرض مزيد من العقوبات.
وأوضح المجلس أن إيران أتمت الحجة على الدول الأعضاء في الاتفاق النووي وعلى المجتمع الدولي وقال نحن دخلنا المفاوضات بحسن نية واتفقنا ونفذنا بحسن نية وعقب انسحاب أمريكا أمهلنا باقي الدول وقتا كافيا والآن دور الدول المتبقية في الاتفاق النووي أن تثبت حسن نيتها وأن تمضي بخطوات جادة وعملية للحفاظ على الاتفاق النووي.
يذكر أن اليوم يصادف الذكرى السنوية الأولى لانسحاب أمريكا غير القانوني من الاتفاق النووي وتجاهلها القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
إيران تبلغ الاتحاد الأوروبي والدول الموقعة على الاتفاق بوقف تنفيذ بعض التزاماتها
وفي ذات السياق، أعلنت مصادر إيرانية أنه وبعد مرور عام كامل على خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعدم وفاء الاتحاد الاوروبي بالتزاماته تجاه ايران فإنها تعتزم اتخاذ قرارات تهدف إلى حماية المصالح الوطنية.
وذكرت وكالة الأنباء الايرانية ارنا أن إيران سلمت سفراء بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين لديها رسائل تتضمن قرارها بوقف تنفيذ بعض التزاماتها في اطار الاتفاق النووي.
ودعت وزارة الخارجية الإيرانية صباح اليوم سفراء الدول الأعضاء في الاتفاق النووي بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا إلى وزارة الخارجية وقام عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤءون السياسية بتسليم رسالة الرئيس حسن روحاني الى هذه الدول حيث تم إبلاغ الدول المذكورة أعلاه بقرار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بوقف تنفيذ بعض التزامات إيران في إطار الاتفاق النووي.
وفي رسالة أخرى أرسلها اليوم وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى فيديريكا موغريني الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية تم إبلاغها بتفاصيل الإجراءات الإيرانية بصفتها منسقة اللجنة المشتركة للاتفاق النووي.
بدوره أوضح النائب في مجلس الشورى الإيراني صديف بدري أنه من المقرر اتخاذ قرارات واجراءات مضادة في ضوء الاجراءات الامريكية المعادية التي استهدفت الاتفاق بعد عام من الانسحاب فيما قال المتحدث باسم اللجنة الثقافية في مجلس الشورى احد آزادي خواه إن إيران اثبتت دائما بانها مستعدة للحوار والمفاوضات وليست ممن يحمون الارهاب أو يسعون للحرب.. وهي من الذين يحاورون بمنطق وهدوء ولكن الطرف المقابل لنا لم يكن مستعدا للحوار وامريكا اثبتت بانها ليست سوى فريق متغطرس ولا تملك الثقافة والحضارة.
وأكد مصدر مقرب من لجنة المفاوضات في الاتفاق النووي أن الاجراءات التي يمكن ان تتخذها ايران هي العمل مجددا ببعض الانشطة النووية التي توقفت في اطار الاتفاق النووي موضحا أن الخطة المتوقعة هي العمل ضمن البنود ستة وعشرين وستة وثلاثين من الاتفاق كما أنه لا توجد اي خطة للخروج من الاتفاق النووي في الوقت الحالي بينما توجد خطة لتقليص الالتزامات الايرانية بشكل كلي او جزئي في إطار الاتفاق.
ظريف: الإجراءات المعلنة من إيران تأتي في إطار الاتفاق النووي وليست خروجا عنه
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الإجراءات التي أعلنت إيران عن اتخاذها اليوم تأتي في إطار الاتفاق النووي وليست خروجا عنه.
وقال ظريف في تغريدة له اليوم.. “في 8 أيار 2018 انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وانتهكت قرار مجلس الأمن 2231 ولم تكتف بذلك بل ضغطت على بقية الدول ومن بينها الدول الأوروبية الثلاث للقيام بخطوة مماثلة”.
وأضاف ظريف “بعد عام من الصبر إيران ستوقف تنفيذ الاجراءات التي جعلت الولايات المتحدة من استمرارها أمرا مستحيلا.. وإجراءاتنا هذه تتم في إطار الاتفاق النووي” موضحا أن الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي أمامها نافذة على وشك الإغلاق لإعادة الأوضاع إلى مسارها.
وكان ظريف أعلن في وقت سابق أن بلاده لن تخرج من الاتفاق النووي الذي وقعته مع مجموعة “الخمسة زائد واحد” وأن اجراءاتها القادمة ستكون ضمن اطار هذه المعاهدة الدولية.
وقال ظريف في تصريح للصحفيين في موسكو نقلته وكالة إرنا إن إيران تعمل في إطار الاتفاق النووي تماما وهذه فرصة لسائر الاعضاء لينفذوا الاجراءات اللازمة لا أن يكتفوا بإصدار البيانات مضيفا أن المادتين 26 و 36 من الاتفاق النووي توفران مثل هذه الصلاحية لايران ولسائر الدول الاعضاء بطبيعة الحال.. فيما لو لم تنفذ دولة ما تعهداتها يحق للاخرين ان لا ينفذوا تعهداتهم بصورة جزئية او كلية.
وتابع وزير الخارجية الايراني أن هذا الأمر سيطبق في إطار تنفيذ قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مشيرا إلى أن الاجراءات التي قامت بها أمريكا خلال العام الاخير قبل وبعد الخروج من الاتفاق النووي تأتي ضمن المحاولات لعرقلة عمل هذه المعاهدة الدولية.
وأكد ظريف أن إيران مع علمها بسياسة أمريكا هذه تعاملت بحكمة وصبر استراتيجي ولكن للأسف فأن الاتحاد الأوروبي وسائر أعضاء المجتمع الدولي لم يمتلكوا القدرة اللازمة علي الوقوف أمام ضغوط أمريكا وبالتالي فإن إيران رأت من المصلحة التوقف عن تنفيذ بعض التعهدات والإجراءات التي كانت تقوم بها بصورة طوعية في إطار الاتفاق النووي.
من جهة ثانية أوضح ظريف أن زيارته إلى موسكو تأتي للبحث مع نظيره الروسي في موضوع الملف النووي وكذلك حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.
وأشار ظريف إلى أن إيران وروسيا تتفقان في الرأي حول الكثير من القضايا على الصعيد الدولي وقال كلانا نعارض سياسات أمريكا أحادية الجانب سواء كانت في إطار الاتفاق النووي أو ضد فنزويلا وكان لنا تعاون في هذه المجالات مضيفا روسيا تعد من شركائنا الوثيقين خلال الاعوام الاخيرة ونامل ان يستمر هذا التعاون بجدية أكبر وبدور مباشر من روسيا.
فلاحت بيشه: طهران ليست في صدد الخروج من الاتفاق النووي
من جهته أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حشمت فلاحت بيشه أن طهران ليست في صدد الخروج من الاتفاق النووي أو معاهدة الحد من الانتشار النووي وإنما ستمضي ضمن سياق تقليل التزاماتها ضمن هذه الاتفاقات.
وقال فلاحت بيشه في تصريح إن الاتفاق النووي نص شامل للغاية وجاء فيه أنه في حال لم يلتزم أحد الأطراف بتعهداته يمكن للأعضاء الآخرين أن يتخذوا تدابير مضادة مضيفا إن سياساتنا المضادة للإجراءات الأمريكية ستكون ضمن إطار الاتفاق النووي ومعاهدة الحد من الانتشار النووي.
وأعلن فلاحت بيشه أن إيران ستجري مفاوضات جدية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وباقي الاعضاء في الاتفاق النووي لتتمكن من انتاج الوقود النووي اللازم في مختلف المجالات منوها بأن إيران وفت بالتزاماتها فيما يتعلق بالاتفاق النووي ومعاهدة الحد من الانتشار النووي وهي مستمرة بالالتزام بذلك أيضا.
رقم العدد: 4246