بعد عامٍ على التحرير، يواصل الاقتصاد السوري خطواته العملية نحو التعافي واستعادة عافيته رغم آثار حرب طويلة وسياسات التدمير الممنهج التي طالت معظم القطاعات الحيوية.
فمشاريع إعادة الإعمار بدأت تُترجم على الأرض، مع التركيز على دعم الإنتاج الوطني وتقليل الاعتماد على المستوردات.
إحياء القطاعات المنتجة
القطاع الزراعي في مقدمة الأولويات، حيث تم تقديم الدعم للفلاحين وتأهيل شبكات الري في المحافظات الشرقية، وفي مقدمتها دير الزور التي تُعد خزاناً زراعياً استراتيجياً لسورية، بالإضافة إلى توفير البذار والمخصبات وتسهيل تسويق المحاصيل.
أما القطاع الصناعي فيشهد إعادة تشغيل معامل توقفت لسنوات، إلى جانب منح تسهيلات للمستثمرين الوطنيين، وتفعيل المدن الصناعية في حلب وعدرا وحسياء، بما يضمن خلق فرص عمل جديدة ودعم الناتج المحلي.
الاستثمار في الإنسان
تسعى الدولة إلى تأهيل الكوادر الشابة من خلال برامج تدريبية واسعة بالتعاون مع النقابات واتحادات العمال لتلبية احتياجات سوق العمل في مجالات البناء والطاقة والصناعات الخدمية.
تحديات واقعية ورؤية واضحة
ورغم التحديات المتعلقة بارتفاع التكاليف وضعف الموارد، فإن الإرادة الوطنية تتجه نحو بناء اقتصاد قوي ومستدام، يقوم على دعم الإنتاج المحلي وتفعيل الشراكة بين الدولة والمجتمع والقطاع الخاص.
المجتمع السوري بعد التحرير… وحدة تتعافى وتنهض
لا يقلّ البناء الاجتماعي أهمية عن إعادة إعمار الحجر، بل هو الأساس الذي تستند إليه النهضة الوطنية، لذلك جاء التركيز في عام ما بعد التحرير على ترميم النسيج المجتمعي وتعزيز قيم المصالحة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد.
تمكين الفئات الأكثر تضررًا
أُطلقت برامج دعم نفسي واجتماعي للمتضررين، ورُكّز على أسر الشهداء والمصابين، إضافة إلى دمج الأطفال المحرومين بتجارب تعليمية تعوض ما فاتهم خلال الحرب، وتقديم منح تعليمية ومبادرات مجتمعية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
تمكين المرأة وتعزيز دورها
شهدت المرحلة الجديدة توسعًا في مشاركة المرأة في العمل العام، من خلال مشاريع اقتصادية صغيرة ومتوسطة، ودورها الريادي في التعليم والإغاثة والعمل الأهلي، لتكون شريكًا رئيسيًا في بناء سورية الجديدة.
إحياء الحياة الثقافية
عادت المهرجانات الثقافية والأنشطة الشبابية إلى عدد من المدن، ومنها دير الزور التي تستعيد دورها كمنارة حقيقية للحياة الاجتماعية، بما يعزز الروح الوطنية وينشر ثقافة الأمل والمشاركة.
مصالحة تبدأ من المجتمع
يُنظر للمجتمع نفسه كجسر للمصالحة الوطنية، وتعمل المنظمات والنقابات على تقريب الناس من بعضهم وإزالة آثار الانقسام، لتبقى سورية موحدة في هويتها وانتمائها.