يقع شارع “سينما الفؤاد” في حي “الرشدية”، وكان من الشوارع الحيوية في مدينة “دير الزور”، فقد كان يضم أكثر من ثلاثمئة محل تجاري، وعدداً من المعالم والصروح الحضارية والثقافية في المحافظة.:
سمي الشارع بهذا الاسم نسبة لسينما “الفؤاد” التي تقع في منتصفه، وهي من أوائل دور السينما في المحافظة، ويعود تاريخ بنائها إلى بدايات القرن العشرين، وقد لعبت هذه السينما سابقاً دوراً هاماً في تنشيط الحركة الثقافية في المحافظة، ومن المعالم الأثرية أيضاً التي يضمها الشارع دير “الأم تريزا” لإقامة الرهبان، وهو مؤلف من مبنى يحوي طابقه الأرضي قبواً وست غرف لسكن الرهبان وبهو، ويوجد مبنى ثان ملاصق للدير، وهو بناء المدرسة والتي كان يطلق عليها في السابق اسم “نجمة الصبح” وتحوي ثلاث غرف للتدريس وفسحة سماوية ضمنها، والمدرسة ودير “الرهبان” من المواقع الأثرية التي تم تسجيلها في مديرية الآثار عام 2004م، وهما جزء من كنيسة اللاتين “الكبوشية” التي شيدها “الفرنسيون” في ثلاثينيات القرن الماضي.
السمة العامة للنشاط التجاري في هذا الشارع بيع الألبسة النسائية، ثم محلات مواد التجميل والعطورات… الخ، أي بعبارة أخرى فهو مقصد كل النساء في “دير الزور”، وعلى الرغم من حداثة النشاط التجاري فيه والذي بدأ تقريباً في منتصف تسعينيات القرن الماضي، فقد استطاع أن ينافس الكثير من الشوارع التجارية الأخرى في المدينة، لدرجة أن كافة المحال الموجودة فيه مستثمرة، الأمر الذي أدى إلى توسع النشاط التجاري فيه وافتتاح محال أخرى في الحارات المتفرعة عنه.
ولعل محلات حلويات “قربون” المتخصصة بصناعة “الكليجة الديرية” تعتبر من أشهر المحال التجارية، فالجميع يقصدها لشراء هذا الصنف الذي لا يكاد منزل في “دير الزور” يخلو منه، كما يعتبر محال “براق عبادي” المتخصص بالألبسة النسائية من أول المحال التي ساهمت في توسيع النشاط التجاري في هذا الشارع، وهنالك محل “السائرة الحلوة” لمستحضرات التجميل، وأقمشة “العوض” وبقالية “فياض الكضيب”، محلات “بيزار”، و”أنطوان أنجيم”…الخ.
