البوكمال- مراسل الفرات :
تحول الطريق الرئيسي الرابط بين مدينتي السيال والبوكمال إلى معاناة حقيقية لأكثر من 35 ألف نسمة، بعد أن تدهورت حالته بشكل كارثي ليتحول إلى مسار من الحفر والمطبات العشوائية، التي أنهكت المركبات ورفعت تكاليف النقل وأصابت الأهالي بالإحباط.
لم يعد طريق السيال-البوكمال مجرد شريان مواصلات، بل أصبح نغمة متكررة من الشكاوى والتذمر كما يصفه الأهالي، ففي فصل الصيف يتحول الطريق إلى ساحة تعج بالأتربة والحفر العميقة التي تهدد سلامة الركاب، وتتسبب في أعطال متكررة للمركبات.
أما في الشتاء فلا يجد الأهالي سوى الوحل والمياه الراكدة التي تغطي الحفر، ما يجعل السير عليه مغامرة محفوفة بالمخاطر خاصة في ساعات الليل أو خلال هطول الأمطار.
ارتفاع أجور النقل
ولا تقتصر معاناة الأهالي على تدهور الطريق فقط، بل امتدت إلى جيوبهم بشكل مباشر، حيث أقدم أصحاب سيارات السرافيس العاملة على هذا الخط على رفع الأجور التي وصلت من السيال إلى البوكمال ٨٠٠٠ ليرة بمسافة لا نتجاوز ٢٠ كم، مبررين ذلك بسوء حالة الطريق الذي يسبب استهلاكًا سريعًا للإطارات وزيوت المحركات، وتلفًا في أنظمة التعليق والعجلات ناهيك عن الوقت الإضافي الذي تستغرقه الرحلة لتجنب الحفر الخطيرة.
صوت الأهالي
يقول أحد سكان المنطقة: “إن الطريق لم يعد يصلح للسير عليه، أصبحنا نخرج من بيوتنا ونحن نتسلح بالصبر، والرحلة التي كانت تستغرق نصف ساعة أصبحت ساعة أو أكثر من المعاناة، نحن ندفع ثمن الإصلاحات وثمن المواصلات معًا وهذا ظلم واضح”.
تجاهل المطالبات
وعلى الرغم من المطالبات المتكررة من قبل أهالي المنطقة بضرورة تدخل الجهات المعنية لإعادة تأهيل وتبليط هذا الطريق الحيوي الذي يخدم عشرات الآلاف من السكان، لم تشهد المنطقة أي تحرك ملموس لإصلاحه، ما يزيد من غضب واإحباط المواطنين.
في ظل غياب الحلول يبقى أهالي منطقة السيال والبوكمال رهائن لمعاناة يومية تهدد سلامتهم، وتثقل كاهلهم المادي متسائلين عن موعد تحول هذا الكابوس إلى طريق آمن يليق بهم.
