يصنّف مناخ دير الزور بكونه صحراويًا، كما تعاني المدينة هذا العام من شح الأمطار ما يسبب العواصف الرملية والترابيّة التي تسمى محلياً (العجاج) وهذا ما يشكل معاناة لأهالي المحافظة، والمشكلة الأكبر تلوث مياه الفرات
وقال المهندس الزراعي محمد الحاج إن العجاج يتشكل نتيجة قلّة الغطاء النباتي والمائي والجفاف والتقلّبات المناخية وتزايد حرارة الأرض، إلا أن النظام البائد لم يبذل جهدا للحد من آثارها السلبية، من خلال زراعة الأشجار، أو العمل على بناء أحزمة خضراء، على غرار الدول التي تسعى إلى منع التصحر.
تعد المنطقة الشرقية من سورية، إحدى أكثر المناطق تعرضاً لما يسمى “العجاج”، وكانت المنطقة تتعرَّض خلال فصلي الخريف والصيف للعجاج، وقد تأتي هذه العاصفة في السنة مرة أو مرتين، لكن الظاهرة ازدادت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، حتى بلغت ذروتها خلال الشتاء الماضي، حيث أصبح العجاج يأتي أحياناً مرتين في كل أسبوع.
شملت تأثيرات العجاج، جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية، فالأسواق تقلّ فيها حركة البيع والشراء بشكل واضح بسبب التزام المواطنين منازلهم وإغلاق عدد كبير من المحال التجارية، أما من الناحية النفسية فيسبب العجاج حالة اكتئاب لدى نساء دير الزور كونهم بحاجة إلى يوم عمل كامل بعد الانتهاء من “العجة”، أما من الناحية الصحية فتمتلئ المشافي بحالات الاختناق وخاصة أصحاب الربو، وتترك آثارا سلبية على الإنسان والحيوان والنبات، وتتسبب هذه العواصف في حوادث مرورية.
فقد ورد في “معجم المواقع الأثرية للباحث قتيبة الشهابي، في الصفحة /133/ أن دير الزور سميت بـ “عجعوج”، وهي تسمية قديمة نسبة إلى العجاج الذي يعتريها، ويهب عليها كثيراً، ما يدل على عراقتها بالعجاج، حتى أن كثيراً من شعرائها تغنوا بالعجاج.
كما نشر الهلال الأحمر بدير الزور صوراً لتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع العجاج12:17