ولدت مدينة البوكمال الشهيرة شرقي دير الزور في ستينيات القرن التاسع عشر أيام العهد العثماني، وتقدمت بشكل كبير بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي الذي كان لأبنائها دور كبير في مقاومته، وفور اندلاع الثورة السورية في آذار 2011 كان لأبناء البوكمال قصب السبق في الانضمام إليها. حيث تعتبر من أول المناطق التي تحررت من سيطرة النظام البائد ..
عانت منطقة البوكمال خلال السنوات الطويلة من التهميش على يد النظام البائد على كل المستويات بسبب طبيعتها الرافضة لقبول سياسة النظام التهميشية ، فمنها دائما خرجت النخب المعارضة لحكم البعث البائد سياسياً وثقافياً وفكرياً، ونؤكد عبر التاريخ أنه لم تسجل أي زيارة لمسؤول كبير في النظام البائد لمنطقة البوكمال .
ثروات منهوبة ومغيبة..
تزخر البوكمال بثروات كان من المفروض أن يقام لها كرنفالات أسوة بمدن العالم التي تمتلك مثلها، مؤخراً فقط عرف( رمان السوسة)القرية التابعة لمنطقة البوكمال طريقه إلى الشهرة العالمية عبر معارض أقيمت له، المختلف عن أي نوع آخر حسب التصنيف العالمي، والذي يصدر “الدبس” منه إلى كل المعمورة خصوصاً الدول العربية، ويكفي أن نعرف أن هناك 620 ألف شجرة رمان على مساحة 22 الف دونم فقط في السوسة التابعة للبوكمال.
نخيل البوكمال مشهور أيضاً عالمياً، ويوجد 57 ألف شجرة نخيل، لكن المنتجة منها لا تتجاوز 24 ألف شجرة، بسبب إساءة النظام البائد وإهماله لها، رغم أنها ثروة وطنية، وشهدت السنوات الأخيرة من الحكم البائد ما يشبه الدمار لهذه الثروة بسبب عدم السقاية والعناية.تهميش ثقافي ممنهج…
عدا عن التهميش الاقتصادي خضعت البوكمال لتهميش ثقافي ممنهج ومدروس قامت به المؤسسات الثقافية المحكومة أمنياً بشكل مطلق من قبل مخابرات النظام البائد، أسماء كان يجب أن تصل لأوج الترويج الإعلامي لإبداعها تم كتم صوتها لأنها تكتب خارج صندوق النظام، مسرحيون وشعراء ورسامون ماتوا ولم يحظوا بفرصة الشهرة والاستفادة من إبداعهم وطنياً.
ولادة البنية التحتية أخيراً..
تعد البوكمال من أشهر المدن السورية التي تمتلك جاليات مهمة في الدول العربية وبالأخص دول الخليج، هذه الجاليات لم تكن تساهم بتبرعات وخبرات في البنية التحتية بسبب عدم ثقتها بالنظام البائد، وبعد سقوط النظام فتحت أبواب التبرعات من قبلهم على مصراعيها وبدأ العمل الحثيث على إعادة تأهيل المرافق من مشافي ومدارس وطرق ومياه وكهرباء وزراعة وثروة حيوانية وصناعة.
منطقة البوكمال تحررت وتسعى بسرعة الآن إلى أن تصير عروساً للفرات، ومنبعاً للخيرات والخبرات والثروات الوطنية.
طه العلي