نزول دم من انف الطفل​: متى يكون مؤشرًا على مرض خطير؟

لا شكّ أنّ نزول دم من أنف الطفل يُعَدّ من أكثر المواقف التي تُقلق الأهل. فالمشهد قد يبدو مرعبًا، خاصّةً حين يحدث فجأةً وبدون سبب واضح. إلا أن طب الأطفال يصنف هذه الحال على أنها واحدة من بين المشاكل الأكثر شيوعًا في أوساط الأطفال، وغالبًا لا تستدعي القلق. لكنها أحيانًا تكون إشارة للمعاناة من مشكلة صحية تحتاج إلى تدخّل طبّي عاجل.

ما هي أسباب نزول دم من انف الطفل​ ؟ يعتقد البعض أن نزول الدم يحدث بلا أسباب واضحة. لكن علميًا، هناك مجموعة من العوامل التي تُضعف الشعيرات الدموية الدقيقة داخل الأنف، مما يجعلها سهلة النزف. وفي ما يلي أهم الأسباب الشائعة والمدعومة بدراسات موثوقة:

أسباب نزول الدم من الأنف بدون سبب:

الجفاف وتأثير الطقس :يُعَدّ استنشاق الهواء الجاف، سواء الناتج عن التدفئة أو برودة الشتاء، من أكثر الأسباب شيوعًا. حيث أنّه يُسبب جفاف الأغشية المخاطية داخل الأنف. ومع الجفاف، تُصبح الأوعية الدموية هشة وسريعة النزف.

يعتبر الجفاف عاملًا رئيسيًا في أكثر من 50% من حالات نزيف الأنف لدى الأطفال، خاصّةً في فصل الشتاء.

العبث بالأنف أو تنظيفه بطريقة خاطئة :الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى استكشاف أجسامهم، ولا سيما الأنف. إنّ إدخال الأصابع أو الأجسام الصغيرة إلى داخل الأنف يؤدّي إلى خدش الغشاء المخاطي الرقيق. وهذه واحدة من أكثر الأسباب المباشرة للنزيف.

الحساسية والتهابات الجهاز التنفسي :تؤدّي المعاناة من الحساسية الموسمية أو التهابات الجيوب الأنفية إلى التهاب الأنف. ومع تكرار العطس أو تنظيف الأنف بعنف، تزداد فرص تمزق الأوعية الدموية الأطفال المصابون بالحساسية أكثر عرضة للرعاف.

نقص بعض العناصر الغذائية :في الحقيقة، إنّ نقص فيتامين C أو K قد يُضعف جدران الأوعية الدموية. كما أن الحديد ضروري لصحة الأنسجة والدم الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين K أو اضطرابات التجلّط أكثر عرضة لنزيف الأنف المتكرّر.

استخدام بعض الأدوية أو البخاخات :إنّ استخدام أدوية الحساسية أو بخاخات الأنف التي تحتوي الكورتيزون يُضعف الأغشية المخاطية. هذه البخاخات قد تكون ضرورية طبيًا لكنها تزيد من خطر الرعاف مع الاستخدام الطويل.

أسباب طبية أكثر خطورة :في حالات نادرة، قد يشير نزول دم من أنف الطفل إلى أمراض أكثر تعقيدًا. مثل وجود أورام حميدة أو خبيثة داخل الأنف، أو ارتفاع ضغط الدم، أو اضطرابات في تخثر الدم. كل هذه الحالات تستوجب إجراء فحوصات طبية دقيقة.

غالبًا ما يكون نزول دم من انف الطفل​ بسيط وعابر. لكن هناك مؤشرات تُحذّر بضرورة استشارة الطبيب فورًا، خاصّةً إذا:

الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب في حال نزيف الأنف الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب في حال نزيف الأنف استمر النزيف أكثر من 20 دقيقة رغم الضغط المستمر .تكرر النزيف أكثر من مرة أسبوعيًا. كان النزيف غزيرًا ويخرج باندفاع .ظهرت كدمات زرقاء على جسم الطفل بدون مبرر. لاحظت نزيفًا من أماكن أخرى (اللثة، البول أو البراز).كان الطفل يتناول أدوية مميعة للدم. تكرار النزيف قد يشير إلى وجود اضطراب في الصفائح الدموية أو خلل في التجلّط.

ما هي الإجراءات الأوّليّة عند نزول دم من انف الطفل​ ؟ تصرفك السريع والهادئ مهم جدًا في هذه اللحظة. إليك الخطوات الصحيحة:

اهدئي وطمئني الطفل :الحفاظ على هدوء الطفل يمنع زيادة ضربات القلب، وبالتالي يقلل تدفق الدم.

اجعليه يجلس مع إمالة الرأس قليلاً للأمام :تجنبي إرجاع الرأس للخلف لأنه يُسبب بلع الدم مما قد يؤدي إلى الغثيان أو الاختناق.

اضغطي بلطف على الجزء الطري من الأنف :استخدمي إصبعيك للضغط على الأنف لمدة 10 دقائق متواصلة. لا ترفعي يدكِ قبل انتهاء الوقت.

استخدمي كمادات باردة :ضعي كمادات باردة على جسر الأنف أو خلف الرقبة. هذا يُقلص الأوعية الدموية ويُخفف النزف.

امنعي الطفل من العبث بالأنف بعد توقف النزيف :يجب عدم النفخ أو فرك الأنف لمدة ساعتين على الأقل بعد توقف الدم. إذا استمر النزيف أو تكرر، استشيري الطبيب فورًا.

إنّ تكرار نزول دم من انف الطفل لا يعني بالضرورة وجود مشكلة خطيرة. لكنه مؤشر يجب عدم تجاهله خاصة عند التكرار أو الغزارة. إنّ التعامل الصحيح مع النزيف وتجنّب الأخطاء الشائعة يحمي الطفل من مضاعفات محتملة.

إذًا، إنّ الوعي بهذه الظاهرة يساعد الأهل على التصرف بثقة وهدوء. كما أن الوقاية من خلال العناية بالبيئة المحيطة والاهتمام بالتغذية السليمة تؤدّي دورًا كبيرًا في تقليل حدوث النزيف.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار