هذا ما يحدث في دماغك بعد الولادة.. ولن تصدقي تأثيره على نومك!

عندما تصبحين أمًّا، لا يقتصر التغيير على حياتك اليومية، بل يمتد ليشمل طريقة عمل دماغك أيضًا. لم يعد النوم كما كان من قبل، بل أصبح أخف وأكثر تجزئة. في كل مرة يتحرك فيها طفلك أو يصدر صوتًا بسيطًا، تجدين نفسك تستيقظين فورًا من دون تفكير. هذا ليس مجرد شعور بالإرهاق، بل هو قدرة تطورت عبر الزمن لتجعلك أكثر انتباهًا وحرصًا على تلبية احتياجات صغيرك.
علميًا، يتعرّض الدماغ بعد الولادة لعدة تغييرات جوهرية، أهمها تنشيط اللوزة الدماغية، وهي المركز المسؤول عن المشاعر والانفعالات. هذا التغير يجعلك أكثر استجابة لبكاء طفلك وأصواته حتى أثناء النوم. بالإضافة إلى ذلك، يحافظ الوطاء، وهو الجزء المسؤول عن تنظيم دورات النوم، على حالٍ من التأهب المستمر، ممّا يقلّل من فترات النوم العميق ويزيد من عدد مرات الاستيقاظ ليلًا.
لماذا تشعرين بالإرهاق حتى بعد ساعات نوم طويلة؟ قد تنامين ست أو سبع ساعات، ولكنك تستيقظين مرهقة وكأنك لم تنامي أبدًا. يعود السبب في ذلك إلى انخفاض فترات النوم العميق وزيادة النوم الخفيف. خلال هذه المرحلة، يبقى دماغك متيقظًا لأي حركة أو صوت، مما يجعلك تدخلين في حالٍ من النوم غير المريح. إلى جانب ذلك، يعمل نظام المكافأة القائم على الدوامين على تعزيز رغبتك الفورية في الاستجابة لطفلك حتى قبل أن يبدأ بالبكاء.
أن الأمهات يستيقظن بسرعة أكبر بثلاث مرات مقارنة بالآباء عند سماع بكاء الرضيع. هذا التفاوت يرجع إلى النشاط الدماغي المتزايد لدى الأمهات، مما يجعلهن أكثر حساسية لأي تغيرات في بيئة نوم الطفل.
كيف يؤثر نقص النوم على صحتك النفسية والعاطفية؟
إنّ عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم لا يؤثر فقط على طاقتك الجسدية، بل يمتد تأثيره إلى حالك المزاجية وقدرتك على التعامل مع الضغوط. قلة النوم تضعف الحُصين، وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة، كما تؤدي إلى زيادة نشاط اللوزة الدماغية، مما يجعل تقلبات المزاج أكثر حدة. هذا الخلل قد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق بعد الولادة، خاصة إذا كان الحرمان من النوم شديدًا.
تشير الدراسات إلى أن الأمهات اللواتي يعانين من قلة النوم بشكل مستمر يكنّ أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بالاكتئاب بعد الولادة. كما أن الإرهاق المزمن قد يؤدي إلى تشوش التفكير وصعوبة في التركيز، مما يجعل أداء المهام اليومية أكثر تعقيدًا.
كيف تحسنين نوعية نومك رغم اضطرابات نوم الطفل؟
على الرغم من أن نوم الطفل قد يكون خارج نطاق سيطرتك، إلا أن هناك استراتيجيات يمكن أن تساعدك على تحسين جودة نومك والتخفيف من الإرهاق.
اغتنمي الفرص للنوم: لا تترددي في أخذ قيلولة عندما ينام طفلك، حتى لو كانت قصيرة، فهي تساعد على تعويض جزء من الحرمان الليلي.
تجنبي الشاشات قبل النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف والتلفاز يؤثر على إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. لذا، حاولي تقليل التعرض للشاشات قبل موعد نومك بساعة على الأقل.
مارسي الاستيقاظ الهادئ: عند الاستيقاظ ليلًا لرعاية طفلك، حاولي إبقاء الأضواء خافتة وتجنب ممارسة الأنشطة المحفزة للعقل، مثل تصفح الهاتف أو مشاهدة التلفاز.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار