“الطعمة”.. هل توقفت عن الدوران بين بيوت دير الزور؟

 

تحتفظ مدينة “دير الزور” في شهر رمضان المبارك بعادات وموروثات رمضانية تنتعش في هذا الشهر الفضيل، ومنها عادة تبادل الأطباق بين الجيران والأقارب، أو كما يسمونها بــ “الطُعمة”.

لكن مع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، فقدت العائلة القدرة على تجهيز طبق يومي وبالتالي خفت تبادل الأطعمة بين الجيران، واقتصرت على الأيام التي يكون فيها “طبخة” جيدة لأن الأغلبية تكافح كل يوم من أجل توفير مصاريف آنية دون النظر إلى اليوم الذي يليه، وبالتالي لم يعد هناك فرحة أو بهجة كما كان سابقاً.

يعد تبادل الأطعمة المتنوعة بين الجيران، خصوصاً في الأعياد والمناسبات، موروثاً شعبياً قديماً، يتهافت الأطفال على توزيعها بين الجيران، كما تشكلت لدى سكان “الدير” قديماً طقوس رمضانية تشابه ما يجاورها من مدن، تجسد التواصل والتراحم بين الأهالي وتقوية الصلات”, وباتت الكثير من الأسر تقوم بشراء صحون بلاستيكية بحيث لا تضطر الأسرة المرسل إليها الطعام إلى إعادة الصحن مملوءا وتكتفي برمي طبق البلاستيك منعاً للحرج، فمن المعيب إعادة الطبق فارغاً.

يربط البعض الطعمة أو الصبة ببعض الأحاديث النبوية في قول النبي صلى الله عليه وسلم “يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك”، وهذه سنة أن يتهادى الجيران بعض الطعام ما يزيد المودة ويزيد العلاقات والروابط الاجتماعية متانة.

تفضل نساء الدير أن تكون أطباق الطعمة منزلية الصنع بعيداً عن المأكولات الجاهزة، وتُعد هذه اللحظات فرصة رائعة لتذوق أطباق متنوعة، ما يعزز الروابط الاجتماعية ويعمق العلاقات بين أفراد الحي.

صحيفة الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار