77جزيرة على شكل غابات يتعايش فيها الصخب مع الهدوء تتموضع جغرافيّاً وسط نهر الفرات

على الخاصرة الشّمالية الشرقيّة لمدينة دير الزور، ثمّ تتكاثف بقعاً خضراء باتجاه الشرق لتصل مساحتها إلى 33470  دونماً.

أمّا الصخب فهو لحيوانات تللك الجزر النهريّة الشهيرة بـ”الحوايج” وطيورها وكائناتها التي يجعل تنوعها الشديد من أصواتها جوقة “أوركسترا” مستمرة ليلاً ونهاراً، لكنّها صديقة للأذن والروح، وقد ولّد تطاول الأزمنة عليها ما يشبه التحالف الموسيقي كالتحالف بين الآلات الوترية والنفخيّة.

مع هذا التحالف الصاخب يتعايش هدوء العشب والنباتات والأشجار القديمة والسواقي الخرّارة والينابيع الهسّاسة، والتحالف بين هؤلاء بصريّ وليس سمعيّاً رغم خرير السواقي وهسيس الينابيع، كما أنّه تحالف ذوقيّ وشميّ، فلتفاح الحوايج طعم منفرد بذاته، وكأنّ طاهياً محترفاً قاس مقادير الحموضة والحلاوة فيه بدقّة عجيبة، ولرمّانه وبرتقاله وليمونه كثافات تتعدّى استيعاب الحليمات الذوقيّة.

أمّا ملكات “الحوايج” وشيخاتها المنتخبات بشكل ديمقراطيّ فهنّ شجرات الحور المحيطات بالجزر كدروع دائمة الخضرة تحرس من في الداخل من عجاج البادية.

عقبة الحلّوف الحسن

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار