الشمندر أو كما يُعرف في بعض الدول بالبنجر الأحمر، هو نوع من أنواع الخضروات الجذرية التي تحظى بشعبية كبيرة في العديد من الدول والثقافات. وذلك بسبب الفوائد الغذائية العديدة التي يتمتع بها. يحتوي الشمندر نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل المغنيسيوم، الحديد، البوتاسيوم، وفيتامين س. إلا أن الشمندر حاله كحال معظم الأطعمة التي يمكن أن تسبب بعض الأضرار الصحية. لذلك نجد أن للشمندر بعض الأضرار التي يسببها في المعدة والجهاز الهضمي، إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة أو إذا كان لديكم بعض الحالات الصحية الخاصة والتي من الممكن أن تجعل تناوله غير مناسب, ومن خلال هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أضرار الشمندر على المعدة والجهاز الهضمي. إليكم أطعمة تساعد في تعزيز عملية الهضم.
على الرغم من اعتبار الشمندر غذاء مفيدًا للجهاز الهضمي بسبب احتوائه الألياف، إلا أن هناك بعض الحالات التي من الممكن أن يتسبب فيها الشمندر ببعض المشاكل الصحية على المعدة والجهاز الهضمي. إليكم أبرز هذه المشاكل:
الحساسية الغذائية :العديد من الأشخاص قد يعانون من حساسية تجاه بعض الأطعمة ومن بينها الشمندر. وقد تؤدي هذه الحساسية إلى أعراض عديدة أبرزها الغثيان، الإسهال، آلام البطن، والقيء. وإذا كنتم تعانون من هذه الحساسية، فيجب عليكم عدم تناول الشمندر نهائيًا.
الانتفاخ والغازات :من المعروف أن الشمندر يحتوي سكريات معقدة مثل الفركتوز والرافينوز، وهو نوع من أنواع السكريات الصعبة الهضم ، لذلك يصعب على الجهاز الهضمي هضمها بشكل كامل. وبسبب ذلك، يمكن أن تتخمر هذه السكريات في الأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث بعض حالات الانتفاخ والغازات عند البعض. ويعتبر الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الهضم مثل القولون العصبي أكثر عرضة لهذه الأعراض.
حالات الإسهال :كما ذكرنا سابقًا، أن الشمندر يُعد مصدرًا غنيًا بالألياف، وهذا ما يجعله يعزز حركة الأمعاء بصورة سريعة. لذلك، فإن تناول كميات كبيرة من الشمندر قد تؤدي إلى زيادة حركة الأمعاء، مما يسبب الإسهال. وبناءً على ذلك، إذا كنتم تعانون من مشاكل في الأمعاء أو تعانون من الإسهال المزمن، فالأفضل لكم عدم تناول الشمندر أو التقليل منه. مشروبات تخلصكم من الإسهال تعرفوا عليها.
تحول البراز والبول إلى اللون الأحمر :العديد منا يلاحظ تغيرًا في لون البراز أو البول بحيث يتحول إلى اللون الأحمر بعد تناول الشمندر، وهذه الحالة تُعرف باسم البي توريا، يحدث ذلك بسب صبغة البيانين الموجودة في الشمندر، وهذه المادة لا تُهضم بالكامل في الجهاز الهضمي. وبشكل عام تعتبر هذه المادة غير ضارة، إلا أنها قد تكون مزعجة عند البعض وتثير قلقهم.
الحموضة المعوية :يحتوي الشمندر بعض المكونات التي تزيد من إنتاج الحمض في المعدة، الأمر الذي من الممكن أن يزيد من خطر حدوث الارتجاع الحمضي، خصوصًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء. لذلك، إذا كنتم تعانون من زيادة الحموضة المعوية، فيجب عليكم تجنب الشمندر أو التقليل من تناوله.
مشاكل في الكلى :يحتوي الشمندر نسبة عالية من الأوكسالات، وهي عبارة عن مركبات يمكن أن تتراكم في الجسم، وتؤدي إلى تشكيل حصوات الكلى لدى بعض الأشخاص، خصوصًا من يعانون من مرض تكوين الحصوات. والأوكسالات مرتبطة بالكالسيوم، وتقوم بتكوين حصوات، الأمر الذي يؤدي إلى خطر انسداد المسالك البولية وبالتالي حدوث التهابات. وبناءً عليه، نذكركم بأنكم في حال كنتم عُرضة للإصابة بحصوات الكلى أو لديكم مشاكل في الكلى، فمن الأفضل لكم تجنب تناول كميات كبيرة من الشمندر.
التداخلات الدوائية :من الممكن أن يتداخل الشمندر مع بعض الأدوية، الأمر الذي يؤثر على فعالية هذه الأدوية. وعلى سبيل المثال، من الممكن أن يؤثر الشمندر على امتصاص أدوية ضغط الدم نظرًا لاحتوائه نسبة عالية من النترات, كما يمكن أن تتفاعل الأوكسلات مع مكملات الكالسيوم، مما يؤثر على امتصاص الكالسيوم في الجسم.
كيفية تقليل المخاطر المرتبطة بالشمندر :إذا كنتم من محبي تناول الشمندر، فإليكم أبرز الطرق التي تساعدكم على التخلص من الأضرار المحتملة التي يتسبب بها على المعدة والجهاز الهضمي:
تناولوا الشمندر بكميات قليلة :إذا كنتم ترغبون في الاستفادة من فوائد الشمندر الصحية دون التعرض لمشاكل الهضم أو المعدة، فيجب عليكم تناول الشمندر بكميات معتدلة. مع عدم الإفراط في تناوله بشكل يومي بل من خلال دمجه في النظام الغذائي بشكل متوازن.
التوازن مع أطعمة أخرى :من الممكن تناول الشمندر مع وجبات أخرى متوازنة، يمكن أن تخفف من تأثيراته على الجهاز الهضمي. فعلى سبيل المثال، يمكنكم تناول الشمندر مع البروتينات أو الدهون الصحية، وذلك قد يساعد في تقليل حدوث الانتفاخ أو الحموضة المعوية.
الطبخ والتخفيف من الأوكسالات :إن طبخ الشمندر قد يخفف من محتوى الأوكسالات، الأمر الذي يجعله أكثر أمانًا للأشخاص المعرضين لخطر تكون حصوات الكلى.
شرب الكثير من الماء :إن تناول كميات كبيرة من الماء يمكن أن تساعدكم في تقليل تركيز الأوكسالات في البول ويقلل من خطر تكوين الحصوات. كما أن شرب الماء يساعد في تحسين الهضم وتقليل احتمالية حدوث الإمساك أو الانتفاخ عند تناول الشمندر إليكم أطعمة تسبب الانتفاخ.
في الختام، الشمندر هو غذاء صحي وله فوائد متعددة، إلا أن الإفراط في تناوله قد يسبب بعض الأضرار على المعدة والجهاز الهضمي في حالات معينة. رغم ذلك، إذا كنتم من محبي الشمندر، فيمكنكم تناوله وفقًا للنصائح التي قدمناها لكم.