كيف احمي طفلي الرضيع من الامراض؟

 

كيف احمي طفلي الرضيع من الامراض؟ خاصّةً وأنّ مناعته لم تكتمل بعد عند الولادة، وأنّه معرّض بشكل دائم لالتقاط فيروسات.

من منّا لا تخاف على صحّة رضيعها، وتحاول تجنّب تعريضه لأي عوامل خارجيّة قد تؤثّر سلبًا على صحّته؟ وازداد هذا الخوف بعد جائحة كورونا وغيرها من الأمراض التي قد تنتقل من دون أن تظهر فورًا على المصابين بها. منها جدري القردة الذي عاد وانتشر مؤخّرًا في بعض البلدان. فماذا عن مناعة الطفل الرضيع عند الولادة؟ ومتى تكتمل هذه المناعة؟ وكيف يمكنك تقويتها لحماية طفلك من الأمراض؟ اليك الإجابات عن أسئلتك!

هل مناعة الرضيع قوية؟

من المعروف للجميع أنّ مناعة الطفل الرضيع لا تكون مكتملة في الأشهر الأولى بعد ولادته. ولكن ما قد تكوني تجهليه هو أنّ الطفل يحصل على بعض الحماية بانتقال الأجسام المضادة له من أمّه خلال الحمل. الأمر الذي ذكرناه بالحديث عن وظائف المشيمة في مقال سابق حول نزول المشيمة.

خلال الحمل تمرّ، بالإضافة الى الغذاء والاوكسيجين، أجسام مضادّة الى الجنين عبر المشيمة، لتؤمّن له حماية محدودة. ولكن تكون هذه الحماية التي يحملها معه عند الولادة عادةً محصورة ببعض الأمراض المعدية التي تعرضت لها أمّه سابقًا. وتوفّر هذه الأجسام المضادة بعض المناعة للرضيع بشكل مؤقّت لأنّها تبدأ بالتراجع مع الوقت.

عند ولادته، يبدأ الرضيع بالحصول على مناعته من الرضاعة الطبيعيّة بشكل خاصّ. إذ ينقل له حليب الأمّ، وخاصةً اللبأ في الأيام الأولى، الأجسام المضادّة، والخلايا المناعيّة، التي يحتوي عليها. بالإضافة الى عوامل نموّ تدعم جهازه المناعي. ولكنّ هذه المناعة لا تكون كاملة ولا تستمر طويلًا! ومع الوقت يبدأ جهاز مناعة طفلك بالتكيّف مع البيئة المحيطة به، والفيروسات والبكتيريا التي يتعرّض لها. كما تساعد اللقاحات على تكوين استجابة مناعيّة مستقلّة ضدّ الأمراض التي يتمّ تلقيحه ضدّها، وفقاً لجدول التطعيمات المعتمد.

ولكن رغم أنّ مناعة الرضيع تكون جيّدة نسبيًّا في الأشهر الأولى بفضل حليب الأم، إلّا أنّها تحتاج الوقت الكافي لتكتمل وتنضج بشكل كامل.

متى تكتمل مناعة الرضيع؟

تتكوّن مناعة الرضيع مع الوقت، وبشكل تدريجي، ولكنّها لا تكتمل بشكل مبدئي عادةً قبل بلوغ الطفل حوالي السنتين من العمر. علمًا أنّ هذه المناعة الأساسيّة قد لا تكتمل قبل سنّ الثالثة لدى نسبة من الأطفال. ولكنّ الجزء الأكبر منها يحصل خلال السنة الأولى من حياة الطفل. تجدر الإشارة أيضًا الى أنّ الطفل يستمرّ خلال حياته باكتساب مناعة اضافيّة يومًا بعد يوم. سنقدّم لك في ما يلي مراحل تطوّر هذه المناعة الأساسيّة لدى طفلك الرضيع من يومه الأوّل حتّى اكتمالها التقريبي:

يكتسب مناعة منك من اليوم الأوّل في حياته حتّى الشهر الثالث :يعتمد الرضيع عند ولادته على الأجسام المضادة التي انتقلت له منك عبر المشيمة خلال الحمل. وفي أشهره الأولى يأخذها من اللبأ في أيّامه الأولى ومن ثمّ من حليبك. ولكنّ هذه المناعة تنخفض تدريجيًّا حتّى تختفي تقريبًا بعد عدّة أشهر فهي غير دائمة.

يبدأ الطفل بإنتاج خلاياه المناعيّة بين الشهر الثالث والسادس :مع تناقص الأجسام المضادة التي حصل عليها رضيعك منك، يبدأ بإنتاج الخلايا المناعيّة الخاصة به، ويبدأ بذلك جهازه المناعيّ بالتطوّر.

يكوّنها من الفيروسات والتطعيمات بين شهره السادس وعامه الأول: يبدأ طفلك الرضيع في هذه المرحلة بتطوير مناعته الخاصة بكفاءة أكبر. ويبدأ بإنتاج أجسام مضادّة كاستجابة الفيروسات والأمراض التي يتعرّض لها. كما تساعد التطعيمات التي يكون قد حصل عليها، ولا يزال يأخذها، في تحفيز جهازه المناعي وقدرته على مواجهة الأمراض.

بعد عمر السنة تقريبًا، يصبح جهاز مناعة الطفل أكثر كفاءة. ويبدأ باكتساب القدرة على التعرف على مسببات الأمراض والتفاعل معها. وتصبح مناعة طفلك أكثر نضجًا عند بلوغه السنتين من العمر. ولكن تستمرّ مناعته بالاكتمال مع الوقت حتّى مراحل لاحقة من عمره.

لحماية طفلك الرضيع من الامراض عليك تقوية مناعته. سنقدّم لك بعض النصائح المهمّة لذلك:

ركّزي على الرضاعة الطبيعيّة، فحليبك سحريّ. أعطيه جميع التطعيمات في مواعيدها. أخرجيه في الهواء الطلق وعرّضيه لضوء الشمس. لا تعرّضي طفلك أبدًا للدخان أو الملوثات. تأكّدي من أنّه يحصل على قدر كافٍ من النوم. تجنّبي الأماكن المزدحمة والتي تكون فيها الأمراض شائعة. قدّمي له تغذية متوازنة، عندما يبدأ بالطعام الصلب. وشدّدي على تلك الغنيّة بالفيتامينات والمعادن. شجّعيه على شرب كميّة كافية من الماء، ولكن ليس قبل أن يبدأ بالطعام. تجنبي إعطاؤه أدوية مضادّة للبكتيريا أو للفيروسات إلا إذا وصفها له الطبيب.

تحمي طفلك تؤمّني له بيئة آمنة وصحيّة. ننصحك قبل كلّ شيء بالرضاعة الطبيعيّة من اليوم الأوّل فحليبك يؤمّن له العناصر الغذائيّة والمناعيّة التي يحتاجها في أشهره الأولى. كما عليك اتّخاذ التدابير اللّازمة لتقوية جهاز مناعته ومتابعة تطعيماته وصحّته عامّةً مع طبيب الأطفال لحصوله على رعاية صحيّة متكاملة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار