نسجت حول مغرة ابن سعود في جبال دير الزور الكثير من القصص والأساطير، فقد تميزت المغارة بوجود العديد من الغرف والدهاليز العميقة التي تكونت بسبب الحت بالصخور الكلسية؛ فهي عبارة عن تكهفات كلسية وتغيرات في مسار نهر الفرات.
الباحث الراحل أحمد شوحان في كتابه تاريخ دير الزور تحدث عن مغارة ابن سعود بالقول: هي مغارة طبيعية صنعتها السيول ومجاري المياه، وهي قديمة وسميت بهذا الاسم لأن شخصاً اسمه ابن سعود قد اختطف امرأة وتزوجها في هذه المغارة، وبقي فيها نحو عشرة أيام، ثم عاد إلى المدينة وكنا في طفولتنا نذهب إليها نحمل قطعاً مطاطية (إطارات سيارات أو دراجات) فنحرقها لتنير لنا الدهاليز والغرف، حيث يدخل الشخص من مكان ويخرج من آخر، وكانت مأوى لبنات آوى والثعالب والضباع
وتقع وراء الجبال المطلة على دير الزور من جهة الجنوب الغربي في منطقة النوامير خلف الحاووظ، وتبعد عنها حوالي كيلو متر واحد باتجاه صحراء تدمر، ولا شيء بعدها سوى الصحراء، ولكوني ولدت بـالدير واكتسبت بالطبيعة شقاوة أطفالها وعبثهم وحبهم للمغامرات والبحث عن المجهول غير عابئين بالمخاطر، فقد دفعني الطيش مع بعض الأطفال للذهاب إلى المغارة والدخول فيها
كانت فتحة المغارة شبه دائرية، وقطرها حوالي المتر أو أكثر قليلاً، وتتقسم إلى عدة فتحات وغرف، ومن هذه الغرف غرفة الطبل، وفيها نتمكن من الوقوف وحمل حجرة ما من الأرض، وعندما نطرق بها على صخرة كبيرة على يسار الغرفة يسمع صوت الدق يشبه الطبل، حيث يصل هذا الصوت إلى سطح المغارة، فيعرف الأصدقاء أننا وصلنا، وهناك أيضا فتحة شديدة الظلمة تسمى درب الصد لا رد لا أحد يدخلها خوفاً من الضياع فيها، ومن أجل دخولها كان علينا الانحناء إلى نصفين، وهي مظلمة جداً ومن أجل الرؤية أحضرنا معنا قطعاً من إطارات السيارات لكي نشعلها لتوفير الإضاءة، فلم تكن آنذاك معروفة مصابيح البطارية، وعند الدخول وبعد الانحناء ثم الهبوط زحفاً وأنت جالس حوالي أربعة أو خمسة أمتار تبدأ المغارة.
الفرات