البجارية .. وليمة أفراح وأتراح الفرات الملكية

 

البجارية أكلة اصيلة تحمل الطابع العربي و تعتبر مثالا نموذجيا عن الطعام الخاص بالعرب وتعتبر الاكلة الاصلية و الاقدم  في الولائم الفراتية .

وتقدم الوجبة عند إقامة الولائم لدى عرب منطقة الفرات قديما في الأفراح و الأتراح ففي الافراح تعتبر (فتحة عين) امام المعازيم ، و في الاحزان و المآتم تعتبر وجبة قيمتها النبيلة من قيمة اهل البيت ، و قيمة المتوفى نفسه و ايضا هي اكلة اساسية عند المصالحات بين العشائر الكبيرة او بين افخاذ العشيرة الواحدة عند نشوب صراع ما

تعتبر البجارية أكلة مكلفة جدا لأنها تحتاج الى عدد كبير من الخراف وتكثر في عموم القرى الديرية جزيرة و شامية و يقل طبخها بالدير كمدينة وتنطلق هذه الاكلة باتجاه العراق  لتلتقي مع طعام اهل العراق من سكان الفرات حصرا  فهم يطبخونها مثل أهل دير الزور تماما .

تعتبر طبخة البجارية طبخة رجالية و ليست نسائية، فالرجال هم مَن يطبوخها دلالة على الكرم و حسن الضيافة، وقد تجد ان العزيمة الواحدة تصل الى خمسين صينية من صواني المناسف الضخمة التي تكفي عدة رجال.

إسم البجارية  مشتق من عشيرة (البگارة) وهي عشيرة كبيرة جدا في عموم ارض الفرات وتوضعها الأساسي في ريف دير الزور واصبحت عُرفا تاريخيا في دير الفرات تدل على ان هذه العشيرة هي عشيرة لها جذور قديمة في الكرم و حسن الضيافة  منذ زمن الجدود .

– البجارية اكلة غنية بالبروتينات و النشويات و كل مقومات العزيمة الجسدية وهي بعيدة كل البعد عن طبخ الاحشاء بمجملها، وتطبخ مع فطر الكمأة غالي الثمن في موسمه وحصرا من الخِراف المذبوحة بشكل فوري وطازجة، ويتم طبخها على نار الحطب وتطبخ في قدور كبيرة مع سمن عربي  و خبز تنور عربي .

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار