صدر حديثاً، كتاب “في تراث الجزيرة السورية”، من تأليف: أحمد الحسين ويعدُّ هذا الكتاب إضافة مهمَّة تغني جهود مؤلفه على صعيد دراساته المتعددة لتراث الجزيرة السورية، خلال المدة الزمنية الممتدة من أواخر القرن التاسع عشر إلى مطلع القرن العشرين، لما لذلك التراث من مدلولات معرفية وفنية، تتأتى من تنوع مادته الفكرية، وغنى ألوانه الأدبية، وتعدُّد أنماطه وأساليبه التعبيريَّة، فضلاً عن أهميته التوثيقية لجوانب الحياة والمجتمع، وارتباطه بذاكرة الأمة، ومشاعرها الوجدانية، وأحاسيسها الجمالية، وتعبيره العميق عن هويتها الثقافية والحضارية. بنى المؤلف كتابه على أربعة أبواب، ضمَّت أحد عشر فصلاً، شملت جوانب من أنماط العيش وأساليب العمل والإنتاج، كالرعي والزراعة والصيد، وما ارتبط بها من عادات ونشأ حولها من طقوس واعتقادات، وما اتصل بها من فنون أدائية وأهازيج غنائية، وسمات اجتماعية تتصل باللباس والزينة والأزياء وغيرها من الموضوعات الأخرى.
يجلو الكتاب في مضمونه صورة جهدٍ علميٍّ، قام على الجمع، والتدوين، والدراسة، والمقارنة والتحليل، بغية حماية الموروث المادي واللا مادي الذي أنتجته الروح الشعبية في مرحلة من مراحل تطور مجتمع الجزيرة، والحفاظ عليه من النسيان، وعوامل الضياع والاندثار، ومخاطر الغزو الثقافي، وتحديات العولمة الثقافية.
كتاب “في تراث الجزيرة السورية”، لمؤلفه أحمد الحسين، من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب 2024م.
الحسكة ـــ حجي المسواط