(أبوعبار).. فيضان الفرات الذي تحول إلى تاريخ

 

يعد فيضان نهر الفرات قبل بناء السد من الأحداث التي قبعت في ذاكرة الديريين وبعضها صار علامة فارقة يؤرخون بها وأشهرها على الإطلاق فيضة أبو عبار في نيسان من العام 1929 وكان قوياً بحيث اقتلع الأشجار من على ضفتي النهر وكذلك اقتلع الغراريف ووسائل السقاية الأخرى غامراً الكثير من الجزر المسماة باللهجة المحلية (الحوايج النهرية) بالإضافة إلى غزارة الأمطار ما أدى إلى زيادة الفيضان وبالتالي غمر قسما كبيرا من الشواطئ وخرب الأراضي الزراعية، ثم طمر حي الحويقة المأهول بالسكان ما اضطر أهالي هذه المنطقة إلى التنقل عن طريق السفن النهرية بين مساكنهم كما أنه وصل إلى سوق الصاغة الذي يبعد عن النهر حوالي 400 متر وارتفع منسوب المياه فيه وأطلق عليه الأهالي فيما بعد التسمية التي لازمته إلى يومنا هذا شارع النهر.

كما شهد ذاك العام نفوق أعداد هائلة من الأغنام والجمال والحيوانات البرية كالغزلان والأرانب والذئاب وبعد انحسار موجة البرد خرج الناس إلى البراري وإلى الأراضي الزراعية فوجدوا عظام تلك الحيوانات تفترش الأرض فسمي هذا العام (سنة إم عظام)

أما عن سبب تسمية الفيضان بـ (أبو عبار) فترجع التسمية إلى أحد أبناء الدير ويدعى اسماعيل أبو عبار وكان يقطن الدير العتيق شاهد النهر وهو يقتلع الأشجار من ضفتيه ومن الحوايج النهرية التي كان يغمرها حتى اقتربت إحدى تلك الأشجار من الشاطئ فخلع ثيابه ورمى بنفسه في الفرات ظناً منه أنه قادر على الوصول إليها فلف ذراعه حولها وراح يجذف بالذراع الأخرى لكنه غرق وتحول  لذكرى يتناقلها أهل الدير وصارت (الفيضة) تاريخاً يؤرخ الناس به مناسباتهم الاجتماعية فيقال قبل فيضة أبو عبار وبعدها.

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار