تل بيدر في الحسكة.. سبع بوابات لتجارة العالم القديم

يقع تل بيدر الأثري على بعد 35 كيلومترا إلى الشمال من مدينة الحسكة، ويعد التل من التلال المتميزة بضخامته ضمن مجموعة من تلال الجزيرة السورية العليا مثلث الخابور، حيث تبلغ مساحة التل الرئيسي حوالي 28 هكتارا  أما محيطه فيبلغ حوالي  2كيلومتر.

ويحاط  التل بسور دائري لافت للنظر، ويضم ضمن نطاقه تلاً مركباً من مجموعة من ارتفاعات متصلة لها شكل التيجان،  كما يدعم التل سوران داخلي و خارجي، و تتخلله سبعة مداخل ظاهرة و هي على الأغلب بوابات مداخل قديمة للموقع تتجه نحو المدن القديمة الهامة :   ناغار : تل براك – نينوى –  أوركيش –   تل موزان – ماردين – تل خويرة –   إبلا :  تل مرديخ –   ماري: تل الحريري, و تدل هذه البوابات السبع على الأهمية الاستراتيجية في الحركة التجارية خلال الألف الثالث  ق.م

الاسم القديم للموقع الاثري:

لا تشير النصوص بوضوح إلى الاسم القديم للمدينة، كما هي الحال في مجموعات أخرى من النصوص و هي تتضمن ذكر أسماء 45 موقعاً، يفترض أن أحدها هو الاسم القديم للمدينة، لكن ثمة نص من إبلا نشره “ألفونسو أركي” يحصي مدن بلاد ناغار، فلدى المقارنة بأسماء المدن التابعة لناغار وفق نصوص إبلا يلاحظ أن الاسم na-ba-ti-um   وحده يذكر في نصوص تل بيدر، و ذلك بصيغة  na-ba-da   ، و أخبار هذه المدينة في نصوص إبلا توحي بأنها كانت مركزاً إدارياً يتبع له عدد من المدن و القرى الأخرى ضمن إطار بلاد ناغار . واعتماداً على ذلك يرى “سالا برجر” أن نَبَدا هو الاسم القديم لتل بيدر.

البعثات الاثرية واهم المكتشفات في الموقع الاثري:

بدأ التنقيب الأثري في الموقع سنة 1991 م من قبل بعثة التنقيبات الأثرية الأوروبية في سورية  E.E.S   إدارة الباحث البلجيكي  مارك لوبو- Marc Lebeau   ، وضمت البعثة  أعضاء من جامعتي بروكسل ولوفان البلجيكيتين وجامعة ليل الفرنسية، وكان هذا الموسم تمهيدياً اقتصر على تنفيذ أسبار اختبارية لتكوين فكرة عامة أولية عن فترات الاستيطان البشري في الموقع، وإنجاز مخطط طبوغرافي في التل. واسمرت البعثات الأثرية المتعددة من عدة دول أجنبية والبعثات الأوروبية المشتركة بالإضافة إلى الجانب السوري إلى الموسم الأخير عام 2009م حيث بلغ عدد البعثات الأثرية 15 بعثة.

أهم المكتشفات الاثرية في الموقع:

-المكتشفات المعمارية المدينة العليا –المدينة السفلى – القصور-المعابد-السور والبوابات

-اكتشاف ثاني أقدم الرقم الطينية بعد رقم موقع إبلا الأثري حيث بلع عدد الرقم 216 رقيما عددها قليل؛ ولكنها تحكي عن الحياة في الألف الثالث ق.م   ،حيث أن معظم الرقم المكتشفة في مواقع أخري في سوريا تحكي عن الحياة في الألف الثاني ق.م.

-اكتشاف العديد من الأختام الأسطوانية عليها رسوم وأشكال طبيعية.

-اللقى الأثرية التي عثر عليها في الموقع قليلة نسبياً، مع استثناء للمنتجات الفخارية، وقد اشتملت اللقى على دمى طينية تمثل شخصيات بشرية أغلبها أنثوية   ، وأخرى حيوانية الشكل، بالإضافة إلى خرز و عقود مصنوعة من الحجر والصدف والطين المشوي.

بفضل أعمال التنقيب الأثري أمكن تحديد فترات الاستيطان البشري في الموقع بالعصور التاريخية التالية التي تمتد بين نحو 4300ق.م-240م

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار