الخانوقة.. حصن زنوبيا الأمامي ضد الروم

مدينة قديمة بين الرقة ودير الزور تدعى الخانوقة، تقع بين فرعي الفرات في إحدى النقاط الضيقة للنهر لذلك سمّاها العرب أرض المضيق، وتعود آثارها إلى الحقبة الكلاسيكية، وكانت سوقا معمورة في أرض الجزيرة.

حيث أشار الباحث الراحل أحمد شوحان في كتابه المواقع والتلال الأثرية في وادي الفرات إلى وجود مدينة أثرية تقع بين دير الزور والرقة وعنها يقول: يبدو أنها كانت خراباً لكن من خلال تحديد مكانها يتبين أنها على ضفة الفرات اليسرى، وهي موقع زلبية الآن أو تسمى عدان، وقد أيّدت الحملتان الآثاريتان اللتان أقيمتا في موقع الخانوقة عامي 2005 و2006 من قبل الطاقم السوري– الإسباني ضمن مشروع التنقيب عن الآثار في الفرات الأوسط السوري النظرية التي تقول إن هذه المنطقة المتاخمة مباشرة لقفل الخانوقة كانت مسكونة قبل الحقبة الكلاسيكية بكثير

هي المدينة التي بنتها الزباء صاحبة قصير على الفرات من أرض الجزيرة وأنفقت فيها النفق تحت الفرات إلى الصحراء بالجانب الآخر، أما ابن حوقل فقال من الرقة إلى قرقيسيا أربعة أيام ومدينة الخانوقة في وسط الطريق ومنها إلى عربان أربع مراحل

ذكرت في كتب التاريخ والآثار القديمة، فقد قال البكري الأندلسي عنها (على وزن فاعولة، وهي المدينة التى بنتها الزّبّاء على شاطى الفرات، من أرض الجزيرة وعمدت إلى الفرات عند قلّة مائه فسكر، ثم بنت في بطنه أزجا جعلت فيه نفقاً إلى البرّيّة، وأجرت عليه الماء فكانت إذا خافت عدوّاً دخلت في النّفق، وخرجت إلى مدينة أختها الزّبيبة)، أما الإدريسي فقال عنها (مدينة صغيرة عامرة آهلة لها سوق معمورة وتجارات على قدر)، وذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان بالقول (مدينة على الفرات قرب الرّقّة وإليها والله أعلم، ينسب أبو عبد الله محمد بن محمد الخانوقي، وسميت كذلك لضيق النهر فيها).

بينما قال المؤلف محمد الحميري في كتابه الروض المعطار في خبر الأقطار عنها: هي المدينة التي بنتها الزباء صاحبة قصير على الفرات من أرض الجزيرة وأنفقت فيها النفق تحت الفرات إلى الصحراء بالجانب الآخر، أما ابن حوقل فقال من الرقة إلى قرقيسيا أربعة أيام ومدينة الخانوقة في وسط الطريق ومنها إلى عربان أربع مراحل.

ويبين شوحان أن ما ذكره الحموي والحميري وابن حوقل ينطبق تماماً على مدينة زلبية التي جددتها الملكة زنوبيا على الفرات كحصن تدمري متقدم ضد أعدائها الروم وحلفائها الفرس.

الفرات