تجنب الجراحة عند مرضى سرطان المثانة مع الابتكارات الجديدة احتمال بات ممكناً

 

هل يمكن تجنب الجراحة عند مرضى سرطان المثانة؟ سؤال يطرحه المختصون في الطب ولاسيما بعد الابتكارات والاختراعات التي يشهدها عالمنا اليوم بكل فروع العلم من طب وهندسة وغيرهما.. الخ.

فما يشهده العالم في وقتنا الحالي من تطور وتقدم سريع بمختلف مجالات الحياة كالتكنولوجيا والصناعة وغيرها، يوازيه وكنتيجة سلبية له زيادة ملحوظة في معدل الإصابة بالعديد من الأمراض وعلى رأسها مرض “السرطان” والذي يعتبر مرض العصر حالياً، إذ تزداد نسب الإصابة به وبمختلف أنواعه بشكل ملحوظ سنوياً على الصعيد العالمي عموماً وعلى الصعيد المحلي خصوصاً.

ويعتبر سرطان المثانة “على سبيل المثال” من الأنواع التي ازدادت انتشاراً بالآونة الأخيرة وخاصة مع ازدياد نسبة التدخين وبأعمار مبكرة، إذ إنه يعتبر من أهم العوامل المؤهبة للإصابة به.

ما استدعى هذا الأمر إلى العمل على زيادة الأبحاث والدراسات لإيجاد حلول ناجعة لهذا المرض.

حول هذا الموضوع المهمم وفي حديث لصحيفة “تشرين” أكد الباحث والمخترع السوري الدكتور إبراهيم الشعار أهمية البحث العلمي والتطبيقي في هذا المجال، كما أشار إلى أهمية التعاون المشترك بين الباحثين والأطباء للوصول إلى حلول تساعد بالحد من الإصابة بالأمراض السرطانية.

وحول سؤاله عن النتائج التي توصل إليها من اختراعه “الكيفيران القلوي”، قال الشعار: إنها إيجابية ومبشرة في العديد من الأنواع السرطانية وذلك بعد إجراء العديد من التجارب والدراسات.

وتجدر الإشارة إلى أن “الكيفيران القلوي” أو ما يعرف أيضاً بـ”قنبلة السكر” حائز براءة اختراع مسجّلة في سورية وحاصل على موافقة وزارة الصحة السورية، كما أنه مسجّل في المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية (WIPO) في جنيف كعلاج واعد ومبتكر للسرطان.

وهنا يشير الشعار بأن أبحاثه لا تزال مستمرة، إذ إنه حصل على نتائج علاجية ممتازة في حالات سرطانية عديدة وخاصة في سرطان المثانة مستخدماً في ذلك بروتوكولات علاجية مبتكرة من قبله، حيث قللت وبفترة قصيرة من الحاجة المتكررة لإجراءات راضة كتجريف المثانة (والمتبع عادة بالعلاج)، كما أنها حدّت، وبشكل مؤازر للعلاجات الأخرى المعروفة، من نسبة حدوث النكس في الحالات المتقدمة.

وفي إطار السعي الدؤوب لتحسين جودة الحياة وتقديم العون الطبي الأمثل، فينوه الشعار بأنه يجري العمل حالياً على تأسيس برنامج “ماتريكس الشعار” والذي يهدف إلى تعزيز التعاون مع الجهات المعنية، وذلك لتحقيق إنجازات تقلل من معاناة المرضى وعائلاتهم، بالإضافة إلى إجراء العديد من التجارب والدراسات من خلاله والتي تهدف إلى معالجة الأمراض المزمنة وأمراض المناعة الذاتية ما ينعكس إيجاباً على المرضى.

من ناحيتها الدكتورة “أريج الحمايل” العضو في برنامج “ماتريكس الشعار”، تقول لـ”تشرين” إن هذا البرنامج يأتي ليشكّل نقلة نوعية في عالم العلاج الطبي الحديث، إذ أنه يتميز بنهجه الشامل الهادف إلى التأثير الإيجابي في المجتمعين المحلي والعالمي على حدّ سواء، وذلك من خلال تقديم حلول طبية مبتكرة وفريدة من نوعها.

ويشمل البرنامج، وفق الدكتورة الحمايل، جميع مرضى السرطان، سواء أكان المريض قد خضع للعلاجات التقليدية مسبقاً (كيماوي أو جراحي أو شعاعي) أو يتلقى العلاج حالياً، أو أنه رافض لها.

كما يستهدف البرنامج، وبشكل خاص، المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، والتي يصعب عدّها، وتندرج ضمنها الأمراض العصبية مثل طيف التوحّد، والمناعية الذاتية كالذئبة الحمامية والتصلب اللويحي، والغدية كالسكري من النمط الثاني.

وبما أن عوامل الاستجابة تختلف من مريض وَرمي إلى آخر، فإن برنامج “ماتريكس الشعار” يتعامل مع كل حالة بشكل فردي وكامل وفق ما بيّنت الدكتورة الحمايل، حيث يتم التركيز على الدعم النفسي كونه يمثل 50% من عملية العلاج، بالإضافة إلى وضع نظام غذائي خاص لكل مريض، مع مراعاة كل التفاصيل والعوامل المتعلقة بالحالة المرضية وبالورم مثل مرحلته ودرجته ووجود النقائل من عدمها.

ويعتمد البرنامج في معظم علاجاته، بحسب ما تقول الدكتورة الحمايل، على تعزيز جهاز المناعة، حيث يرى أن تعزيز المناعة هو المفتاح الأساسي للشفاء.

من جانبه الدكتور عدنان بدور أخصائي الصحة العامة والطب الوقائي وعضو اللجنة الطبية في البرنامج المذكور يؤكد لـ “تشرين” ضرورة نقل الأبحاث السورية من المختبر إلى التطبيق والسعي لتحسين جودة الحياة بالاستناد على الابتكارات المسجلة وفقاً لتوصيات الأدلة الإرشادية المثبتة بالبرهان وأخلاقيات البحث العلمي.

ومن خلال هذه الاستراتيجية، يأمل البرنامج في تقديم فرصة جديدة للشفاء وتحسين جودة حياة المرضى، إذ إن “ماتريكس الشعار” ليس مجرّد برنامج علاجي، بل هو رؤية جديدة للعلاج الطبي والتي تجمع بين العلوم الحديثة والرعاية الشاملة، ليصبح بذلك بريق أمل جديداً يضيء طريق المرضى نحو الشفاء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار