تمتاز الحوايج النهرية في محافظة دير الزور بغناها الكبير بالكائنات الحية سواء النباتية أو الحيوانية والتي تشكل ثروة حيوية نادرة بحكم كونها تمثل مجتمعاً بيئياً له خصوصيته وهو مجتمع الحور الفراتي.
يوجد في محافظة دير الزور مجموعة من الحوائج النهرية الغابات النهرية التي تتواجد داخل نهر الفرات وعلى امتداد المحافظة، ويصل عددها حوالي 77 حويجة بالإضافة إلى حرم النهر، حيث تشكل هذه الغابات الطبيعية مع النهر منظراً جمالياً خلاباً، ويصل إجمالي مساحة الحوائج في محافظة دير الزور إلى 33470 دونما.
وتمتاز الحياة البرية في هذه الحوايج بغنى قل مثيله سواء بأنواع الأحياء الموجودة أو بأعدادها ، وتعتبر الحياة البرية في منطقة وادي الفرات بما تحتويه من نباتات وحيوانات وطيور من أهم الموارد الطبيعية التي لعبت دوراً أساسياً ومنذ الأزل في تلبية احتياجات الإنسان الحياتية وتدل الدراسات المختلفة أن المنطقة كانت غنية بالعديد من الحيوانات مثل الغزال السوري، والنمر الفراتي وحيوانات أخرى…. الخ، ولقد أدت عمليات الاعتداء الجائر على الغطاء النباتي والصيد الجائر للطيور والحيوانات إلى تراجع الغطاء النباتي وانقراض بعض الأنواع النباتية وتراجع في أعداد الحيوانات والطيور في هذه المنطقة، كل ذلك يعود إلى سوء استعمال الإنسان لهذه المنطقة واستغلالها استغلالاً غير رشيد
وتشكل الحوايج النهرية في وقتنا الحاضر أفقا مهماً لتطوير ما يسمى بالسياحة البيئية وذلك لروعة طبيعتها فهي جزر صغيرة وسط الماء، إضافة لانخفاض درجة الحرارة فيها عن المناطق المجاورة لها بشكل ملحوظ، تعتبر هذه الغابات النهرية وبما تحويه من تنوع حيوي ملاذاً للسياحة هرباً من حرارة الصيف حيث الرطوبة والتمتع بالمناظر الخلابة والتكامل الطبيعي وسط النهر، الأمر الذي يدفعنا إلى إقامة محميات طبيعية تشجيعاً للسياحة البيئية
هذه الغابات تزخر بالعديد من الأنواع النباتية الطبيعية وأهم هذه الأنواع: الحور الفراتي الغَرَب، الطرفاء، والقليل من الصفصاف، كما تحتوي بعض النباتات مثل السوس، والخرينيبة، والعوسج البري، والبابونج، والزل، والبردي… إلخ.
وتحوي هذه الغابات العديد من الحيوانات البرية بعضها لا يزال موجودة والبعض الآخر منها انقرض أو مهدد بالإنقارض أهمها: النمر الفراتي، كلب الماء، السلاحف النهرية، الثعالب، الأفاعي، وبعض القوارض… الخ
الفرات