قبل أن تتمدد المدينة وتتسع وتتشكل أحياءها الحديثة كانت مدينة الدير العتيق تغفو على كتف نهر الفرات، و كان الأهالي يشربون ويغتسلون من النهر عبر المارد.
وقال الباحث غسان الرمضان: يقع المارد في شارع المركز الثقافي باتجاه النهر وهو عبارة عن درج من الأحجار أو الطين ينزل إلى النهر ولا يوجد في الدير العتيق قديماً (سبيل خانات) أي الحمامات ومياه الشرب التي تقدم على شكل السبيل أي بالمجان.
والمارد أشبه بملتقى أو منتدى اجتماعي للنسوة ومكان للتعارف وتبادل الأحاديث الخاصة والعامة والحزينة والمفرحة، ويجتمع الأهالي من أحياء الجبيلة والحميدية والدير العتيق في المارد على شاطئ النهر ويشكل عرس شعبي من النسوة والأطفال والشباب والفتيات إذ يعتبر متنفسا للتسلية والترفيه وملتقى العشاق والمحبين ولممارسة الهوايات مثل السباحة وركوب السفن.
وأكثر الوافدين إلى المارد هم النساء الملايات بصفائح الماء والقرب والقواديس ومن أهازيجنا الشعبية الديرية:
لكعد على الدربين وأنصب سكملة
فض الدرب يا شوق تنحدر نِملة
أما أهالي حي العثمانية فيعتمدون على الغراريف والسواجي ليشربوا ويغسلو ثيابهم، ومنذ القديم تأتي النسوة إلى المارد من الصباح يحملون طعامهم وثيابهم وصوفهم حيث يقومون بحفر حفرة صغيرة بالقرب من الشاطئ لينبع ماء بارد للشرب
والمارد له أقسام:
١. المارد الغربي: مخصص للنساء والبنات لملء الماء بالتنك والجرار والسباحة.
٢. المارد الأوسط: مخصص للنساء لجلي المواعين وغسل الثياب والصوف بالخابوط وغسل البسط والسوح الصوفية.
٣. المارد الشرقي: مخصص للشباب يمارسون هواياتهم كالسباحة والصيد وركوب السفن وجمع الحطب ومنه يختلسون النظر على الفتيات من أجل الزواج والعشق.
وقال أهالي الدير بالمارد:
لكعد على ماردهن بلجي العشق يرميني
وأهل الهباري الحمر قلبي متولع بيهن
لكعد على ماردهن كانوص وابني نوجة
غاب القمر وما جني حطو بقلبي سوجة
الفرات