أن تقييد السعرات الحرارية يمكن أن يساعد الناس على العيش عمرا مديدا، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن هذا النظام الغذائي يلعب دورا أكثر تعقيدا في عملية الشيخوخة.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل تقييد السعرات الحرارية قد يطيل عمر الإنسان، وما يزال الموضوع قيد الدراسة. وإحدى الآليات الأساسية التي يتم من خلالها تمديد الحياة تتعلق بعملية التمثيل الغذائي في الخلية”.
والتيلوميرات هي تسلسلات متكررة من الحمض النووي موجودة في أطراف الكروموسومات والكروموسومات هي الهياكل الموجودة داخل خلايانا والتي تحتوي على معلوماتنا الوراثية.
عندما يتم استهلاك الطاقة داخل الخلية، فإن النفايات الناتجة عن هذه العملية تسبب إجهادا مؤكسدا يمكن أن يلحق الضرر بالحمض النووي ويؤدي إلى تحطيم الخلية. وعندما تستهلك خلايا الشخص طاقة أقل بسبب تقييد السعرات الحرارية، يكون هناك عدد أقل من النفايات، ولا تتحلل الخلية بالسرعة نفسها”.
ولتجديد الخلايا، يجب نسخ الحمض النووي إلى خلايا أحدث. ويتم تغطية كل شريط من الحمض النووي المنسوج بما يسمى التيلومير، وفي كل مرة يتضاعف الحمض النووي لإنتاج خلايا جديدة، تصبح تلك التيلوميرات أقصر.
ويستخدم طول الكيلومترات لقياس العمر البيولوجي. ويمكن أن يؤثر العمر الزمني والإجهاد والمرض على طول التيلومير ويقصره بسرعة أكبر. لكن هؤلاء الباحثين يعتقدون الآن أن العلاقة مع النظام الغذائي أكثر تعقيدا بعض الشيء.
وفي هذه الدراسة، قارن الباحثون بيانات الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا مقيد السعرات الحرارية مع بيانات أولئك الذين لم يتبعوا نظاما غذائيا مقيد السعرات الحرارية. وبعد عام واحد، رأوا أمرا مفاجئا: طول التي لومير كان يتقلص بشكل أسرع من المجموعة الضابطة. وبعبارة أخرى، يبدو أن تقييد السعرات الحرارية “يسرع” الشيخوخة على المستوى الخلوي في البداية. ولكن خلال السنة الثانية تغيرت الأمور.
أن فقدان التي لومير سيكون أبطأ بين الأشخاص الذين يقيدون السعرات الحرارية. وبدلا من ذلك، وجدنا أن الذين يقيدون السعرات الحرارية فقدوا الكيلومترات بسرعة أكبر في البداية ثم ببطء أكثر بعد استقرار وزنهم”.