لا تزال طقوس رمضان تحافظ على تجددها كل عام في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة وتزيد هذه الطقوس من أواصر المحبة والتماسك بين الناس حيث تعبق أسواق المدينة برائحة المعروك وتزدحم الأسواق لشراء حاجيات الشهر الكريم من المواد الأساسية.
وتعد صناعة المعروك والمشبك والقطايف والعوامة من أشهر ما تتميز به القامشلي في شهر رمضان والتي ما زالت متبعة حتى يومنا هذا صناعة المعروك إضافة للحلويات العربية بالسمن العربي والكنافة والنابلسية والتي يتفنن الباعة بترتيبها على رفوف المحلات لجذب الزبائن.
ويكثر أهالي المدينة مع قدوم شهر رمضان من الولائم التي تجمع الأهل والأحبة حولها حيث لا تزال عادة السكبة حاضرة وتتضمن إرسال كمية من طعام الفطور الرمضاني للجيران وهي دليل على المشاركة والمحبة بين الجيران والأقارب حيث يتسابق الأطفال لحمل الطبق الرمضاني للجارة التي تقوم بدورها أيضا بإرسال ما قامت بطهيه إليهم، و مهما بلغ غنى أو بساطة أهالي القامشلي فان ربة المنزل تقبل السكبة كنوع من الاحترام المتبادل بين الجيران.
يعد بائع السوس محمد نور سعودي المعروف بمحمد السواس الأشهر في القامشلي في هذا المجال وتتنوع عصائره بين عرق السوس والتمر الهندي والجلاب والعصائر الأخرى ويؤكد السواس أنه لا يوجد منافس لعصائره خلال الشهر الفضيل لأنها تحمل خبرة أكثر من 100 عام ورثها من والده الذي ورثها من جده لافتاً إلى أنه سيعلمها لأبنائه.
وكعادته في كل عام يوجد السواس بشكل يومي في الشهر الفضيل بسوق القامشلي قرب شارع الوحدة ليتمكن من بيع أكبر كمية من عصير السوس والتمر الهندي مبيناً أن موعد بيع عصير السوس والتمر الهندي ينحصر بساعات محددة حيث يبدأ نشاطه قبل الغروب بساعتين.