حكايا رمضان في دير الزور.. كان يا ما كان

كانت تتميز دير الزور وباقي مدن المنطقة الشرقية ومحافظاتها أنها ليست كباقي المدن في العادات الرمضانية، فلا يوجد مسحراتي يوقظ الناس للسحور، وهذه المهنة لم تجد لها مكاناً في بلدات ومدن المنطقة لأن الناس لا ينامون خلال رمضان، خصوصاً كبار السن، فالمسحراتي منهم وفيهم.

أما الفطور فكان على الأغلب جماعياً حيث تجتمع أكثر من عائلة على مائدة الفطور التي تتضمن كل ما طاب من الأطعمة التي طبختها ربات الأسر أو المأكولات التي يتبادلها الجيران فيما بينهم، وهي عادة قديمة وما تزال مستمرة، فقبل أذان المغرب بـ20 أو15 دقيقة يبدأ الجيران بتبادل أصناف الطعام وهو تعبير عن الكرم الذي يعد رمزاً للشهر الفضيل، ويذهب الرجال والنساء لصلاة العشاء والتراويح في الجامع، لتبدأ بعدها أجواء السهر ومعظمها في البيوت مع الأهل والأصدقاء، وإن أخذ التلفاز بمسلسلاته المتنوعة وقتاً لابأس به من الأجواء الرمضانية القديمة، حيث كانت تجتمع العائلة في بيت الجد أو أكبر العائلة سناً، ويتبادلون الحديث ولكن كل هذا تأثر كثيراً بعد تعرض المنطقة لأضرار الإرهاب والحرب ولم نعد أجواء رمضان كلها كما في السابق خصوصاً لدى العائلات النازحة في محافظات أخرى..

هنالك في الدير أطعمة خاصة لأيام هذا الشهر تتميز بها عن غيرها من المحافظات وأشهرها طبق (الحنينة)؛ وهو طعام معدّ من التمر والبيض والسمن العربي ويؤكل على السحور لأنه يعطي الطاقة والقدرة على تحمل الصيام. أما مائدة الإفطار أول ما يوضع عليها في ديرالزور طبق شوربة العدس ورغم أن شهر رمضان يأتي هذه الفترة من السنة في فصل الصيف إلا أن شوربة العدس الساخنة أهم طعام رمضاني في ديرالزور، إضافة إلى طبق الكبة النية ومجموعة من المقبلات إلى جانب طبقين أو أكثر من المأكولات الرئيسية مثل البامياء والملوخية والكبة والسمبوسك وغيرها». «أما المشروبات أولها التمر هندي، الذي تقوم ربة المنزل بإعداده رغم توفر أصناف عديدة في السوق، ولكن إعداده المنزلي من الطقوس الرمضانية الديرية القديمة، إضافة إلى السوس وأنواع عديدة من العصائر، لتأتي بعدها أصناف متنوعة من الحلوى في مقدمتها ما يعرف (بالمشبك)، إضافة إلى القطايف والعوامة هي من الحلوى الشعبية المشهورة في ديرالزور

وفي شهر رمضان تغلق محلات بيع السندويش والوجبات السريعة لتظهر مكانها محلات بيع خبز التنور والمعروك؛ والذي هو نوع من الخبز يباع خصيصاً في رمضان ويؤكل في السحور، وعصير السوس والتمر هندي وقمر الدين ومعظمها تباع في أماكن وعربات مؤقتة تجد لها في شهر رمضان موسماً جيداً للبيع

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار