عادة (الطشوش) عادة ديرية لكنها موجودة في العراق ايضا وبعض المدن السورية ، لكن الطقوس الديرية التي ترافقها مميزة وقد اخذت عبر الزمن ترتيبها المعين لكل مناسبة، فهناك طشوش للزواج وللقدوم من الحج وللنجاح إلى آخر ذلك من المناسبات، وكلمة الطشوش قادمة من الفعل (طش) الشيء أي نثره.
ويبدو أن حب الأهل لأبنائهم دفعهم منذ القدم لابتكار الكثير من العادات التي تظهر هذه المحبة والفرحة، ولكل مناسبة طشوشها المميز والمناسب عند أهالي دير الزور فلا تخلو مناسبة إلا ويكون الطشوش حاضراً فيها مهما كان نوعها صغيرة أم كبيرة، وذلك بهدف التعبير عن الفرح والسعادة إضافة لتشجيع الأبناء على أن ما فعلوه شيء عظيم ويستحق هذا الاهتمام والفرح بما أنجزوه، فعندما يخطو الطفل أولى خطواته في هذه الحياة يفرح الأهل كثيراً، ويجتمع حول الطفل الأقرباء والجيران والأصدقاء لمشاهدة هذه الخطوات وتقديم التهاني والمباركة وهنا تقوم الأم أو إحدى الجارات بـطش القضامة الحلوة الملونة أمام الطفل وهو يخطو أولى الخطوات، ويعود سبب اختيار القضامة الملونة إلى أنها مدورة الشكل وتتدحرج أمامه بألوانها المختلفة مما يجذب انتباه هذا الطفل نحوها فتراه يركض مسرعاً وراءها لالتقاطها بلا خوف أو رهبة ما يساعد على تقوية خطواته أكثر.
هناك الكثير من المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء خلال مسيرتهم، وهم قرب أهلهم حتى يصبحوا قادرين على تحمل المسؤولية ومتابعة الحياة وحدهم، وخلال هذه المراحل يكون الطشوش هو سيد الموقف تعبيراً عن الفرح والابتهاج لما تم انجازه، ففي العام الدراسي الأول للطفل ترى الأهل يقفون على باب المنزل بانتظار عودته بفارغ الصبر لمشاهدته وهو يحمل كتبه ويرتدي اللباس المدرسي وعند دخوله عتبة الباب يبدأ التهليل والغناء ويتم طش السكاكر وبعض الحلويات وأطفال الحي من حوله يلتقطون هذه السكاكر فرحين به، ولهذا الطشوش هدفه وهو تشجيع هذا الطفل على الدراسة ومنحه شعوراً بأهمية العمل الجديد الذي يقوم به
ويقول الباحث كمال الجاسر عن الطشوش في دير الزور فيقول: (الطشوش من العادات الشعبية المميزة في المحافظة وهي عادة منتشرة في المدينة والريف، وتتعدد مناسباتها ومن أنواعها مشي الطفل الصغير، والطهور، ودخول المدرسة، والحصول على الشهادات، وطشوش المنزل الجديد، وأيضاً الخطبة والزواج، وأي شيء يتم شراؤه وإدخاله للمنزل، وغيرها الكثير من المناسبات التي يهتم بها أبناء المحافظة).
ويضيف: (تختلف أنواع الطشوش باختلاف المناسبة فمثلاً البعض يطش الرز تعبيراً عن الخير والبركة، والبعض السكاكر والحلويات بأنواعها وهناك أيضاً من يقوم بطش العملة المعدنية، وعند أهل الريف عادة هي لبس الجلابية عند الطشوش كي يستطيع الطفل جمع أكبر قدر ممكن منه).