طرح علماء الحفريات وعلماء البيئة فرضية تفيد بأن الريش والأجنحة قد ظهرت لدى الديناصورات البرية من أجل إرباك الفريسة أثناء مطاردتها.
وأفادت الخدمة الصحفية لجامعة “سيئول” الوطنية الخميس 25 يناير بأن العديد من الطيور الآكلة الحشرات المعاصرة تتصرف بطريقة مماثلة.
وأوضح لي ليمسان، الأستاذ المساعد في معهد “دايجو كنبوك” للعلوم والتكنولوجيا قائلا:” “نحن نفترض أن استخدام الريش لإرباك الضحايا تسبب في هروب الفرائس المستقبلية من الديناصورات في كثير من الأحيان. وهذا بدوره حفز هذه الديناصورات على ملاحقة الضحايا بنشاط، وفي عملية المطاردة ساعدت أجنحتها الأولية وذيلها على المناورة، ونتيجة لذلك، ظهر تدريجيا ريش أكبر وأكثر صلابة.
وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج عند اختبار نظرية طرحها أحد مؤلفي الدراسة، عالم البيئة البولندي بيوتر جابلونسكي. ولفت الانتباه أثناء رصده لتفاعلات الحشرات والطيور الجارحة إلى أن هذه الأخيرة غالبا ما ترفرف بأجنحتها وذيولها، وتستخدم أيضا زخارف على ريشها لإرباك ضحاياها. وهذا يخيف الحشرات ويجبرها على مغادرة ملاجئها، مما يمنح الطيور الحمراء الرأس وغيرها من الحشرات الطائرة فرصة للقبض على الفرائس.
وبطريقة مماثلة، كما اقترح يابلونسكي في مطلع القرن، يمكن أن تتصرف الديناصورات البرية الصغيرة والكبيرة، التي كان لها ريش وما يشبه الأجنحة، لكنها في الوقت نفسه، لم تستطع الطيران آنذاك. وقوبلت هذه الفكرة بتشكيك كبير من جانب جزء كبير من مجتمع علماء الأحافير، الأمر الذي أجبر لي ليمسان ويابلونسكي والعلماء ذوي التفكير المماثل على محاولة إثبات ذلك بشكل مستقل في الممارسة العملية.
ولهذا الغرض، ابتكر علماء الأحافير وعلماء البيئة روبوتا يشبه في مظهره الديناصور ذو الريش من النوع Caudipteryx zoui، وعاش هذا المخلوق في أراضي الصين المعاصرة منذ حوالي 120 مليون سنة، وكان مشابها في الحجم لطائر الدراج، وفي الوقت نفسه كان له ذيل كثيف وأوجه تشابه بدائية مع أجنحة الطيور الحديثة. ومع استخدام هذا “الروبوت” تتبع العلماء كيفية تفاعل الجراد، الذي عاش أسلافه على الأرض مع الديناصورات، مع حركات أجنحته وذيله وريشه.
وأظهرت هذه التجارب أن الجنادب كانت تخاف من الديناصور الآلي وحاولت الهروب منه في 93% من الحالات إذا فتح “الروبوت” جناحيه وحرك ذيله مثل الطيور الجارحة، بينما في حالة عدم وجود مثل هذه الحركات كانت الحشرات مشلولة في 47٪ من الحالات فقط. وحسب العلماء، فإن هذا الأمر يشير إلى أن الريش ربما بدت في الأصل وكأنها تربك ضحايا الديناصورات البرية، وسمحت لأحفاد هذه الديناصورات لاحقا بإتقان فن الطيران.