قد يكون من الصعب معرفة عدد الأسماك الموجودة في المحيطات بالفعل، لكن أهميتها الكبيرة في تحقيق التوازن البيئي لا يمكن تجاهلها أبدا.
وتأتي هذه الأسماك بجميع الأشكال والأحجام، بدءا من أسماك السردين الصغيرة وأسماك الجوبي والبليني التي قد تراها على الشعاب المرجانية إلى أسماك التونة الضخمة وأسماك الحوت التي قد تجدها في المحيط المفتوح.
تلعب الأسماك أدوارا مهمة كحيوانات مفترسة وفريسة في النظم البيئية للمحيطات. وتعتمد آلاف الأنواع في جميع أنحاء المحيطات والنظم البيئية الأرضية على الأسماك في الغذاء، بما في ذلك البشر.
وفي النظم البيئية للشعاب المرجانية، تأكل الأسماك الكبيرة والحيوانات البحرية الأخرى الأسماك الصغيرة. وهذا يعني أن الأسماك الصغيرة تشكل قاعدة الشبكة الغذائية، فهي توفر الطاقة للأسماك الأكبر حجما والمخلوقات الأخرى. وخارج الماء، تأكل العديد من الطيور والثدييات والزواحف الأسماك وتعتمد عليها كمصدر أساسي للبروتين.
وحتى النباتات البرية يمكن أن تستفيد من وجود الأسماك. فعلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، يعمل سمك السلمون العائد إلى الجداول الصغيرة بعد قضاء عدة سنوات في البحر كحزام ناقل للمغذيات.
ولا يتغذى سمك السلمون فقط على الحيوانات التي تصطاده، مثل الدببة، ولكن أيضا على النباتات التي تحد مجاري المياه.
ويعتمد البشر أيضا على الأسماك كمصدر للغذاء. وتعد الأسماك ومنتجات المأكولات البحرية الأخرى مصدرا مهما للبروتين لنحو 3 مليارات شخص.
وعندما تبحث الأسماك نفسها عن الطعام، يمكنها إنشاء موائل مهمة للكائنات الحية الأخرى والحفاظ عليها. وفي النظم البيئية للشعاب المرجانية، تتحكم الأسماك التي تأكل النباتات في نمو الطحالب عن طريق رعيها باستمرار.
وبدون مساعدة الأسماك التي تأكل النباتات، ستنمو الطحالب بسرعة وتخنق المرجان، وتقتله فعليا.
وعلى الرغم من أن العديد من أنواع الأسماك تقتصر على المحيط، إلا أنه يمكن الشعور بوجودها في العديد من الموائل. ويمكن أن تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على حياة الكائنات الحية التي تعتمد عليها في الغذاء والمأوى.
وبدون الأسماك، ستفقد الأرض تدريجيا شواطئها ذات الرمال البيضاء الجميلة، وستمتلئ النظم البيئية للشعاب المرجانية بالطحالب، ولن يجد الكثير من الناس الطعام ليأكلوه، وسنفقد بعضا من أروع المخلوقات على هذا الكوكب.
التقرير من إعداد كوري إيفانز، أستاذ المساعد في العلوم الحيوية، جامعة رايس.