منشأة الحمد للأواني الفخارية في بقرص …الأولى من نوعها في المنطقة

 

مأمون العويد

بدأت صناعة الفخار في سوريا تعود إلى الانتعاش بعد أن كانت مهددة بالانقراض، فانقطاع الكهرباء المتكرر دفع السوريين إلى العودة إلى الإبريق والجرة الفخارية لتبريد الماء. كما أن المطاعم وبائعي الزهور عادوا إلى استعمال الأواني الفخارية لمواجهة مضار الأواني البلاستيكية.

الشاب “حمد يحيى الجاسم اللافي “ابن الثامنة عشر ربيعا اتقن صناعة الأواني الفخارية والتي تعلمها مع أشقائه من والده الذي حرص كثيرا على تعليمهم هذه المهنة بعد افتتاح ورشة تصنيع الفخار جانب المنزل في بلدتهم بقرص قوقاني.
الفواخرجي ” حمد” وخلال حديثه” لصحيفة الفرات ” أكد بأن “الفخار شيء صحي للإنسان، ويساهم بتنقية الماء وبإعادة الأوكسجين له، وهذا الكلام مثبت علميا، والماء هو عبارة عن روح تموت عندما توضع في الأواني البلاستيكية والحديدية، بينما تعيش بالفخار”.
وأن الأنواع التي نصنعها كثيرة بحسب طلب السوق و الزبون ومنها مداخن المنازل وهي (بوري ، كوع ، تيه) ، المزملة وهو مايعرف بريف المحافظة الحب ، والجرة أو قلة ، وكأس المتة والماء ، وحجر القرميد ، وسخانة الشاي ، والمزهرية ، والمطمورة، وطناجر كبيرة وصغيرة ، ورأس الأركيلة ، وثقالة المحشي بمختلف الأحجام .
وأشار الفواخرجي “حمد ” إلى أن حرفة الفخار حاليا باتت مكلفة وغالية لأن كلف الإنتاج أصبحت عالية جدا، مؤكدا أن من الصعب رفع أسعار الأواني الفخارية لتوازي كلف الإنتاج، لأن الناس ينظرون إلى هذه الصناعة على أنها تعتمد على التراب، ولا تحتاج إلى رأس مال كبير، مبينا أن المواد الأولية أصبحت غالية جدا وخاصة التراب.

وبين الفاخوري أن الإنتاج يُسوّق محليا إلى كل مدن ومناطق ديرالزور ، وأن هناك إقبال كبير على منتجاتنا بسبب الجودة والسعر المناسب ، وشرح الفاخوري “حمد” بإسهاب سير العمل، قائلا “ننقي التربة من الشوائب ونطحنها ونهزها بالغربال، ثم نرويها بالماء للتخلص من الحصى، فلا يبقى غير الصالح للاستعمال، ثم التحول إلى أحواض الترسيب وهذا يمر عبر ثلاث مراحل من العمل بعدها نقوم بترسيب التراب ضمن الحوض الأخير لمدة أسبوعين وسحب الماء منه ويترك على حاله لفترة تتراوح بين 30 إلى 45 يوما حتى يصبح جاهز للعمل وبعدها نعجنه، ونعطيه قساوة محددة ومنه يذهب إلى الوزن ، ويرافق العملية فرك ودعك باليدين، بعد ذلك نترك العجينة تختمر ، ثم نشكل كل قطعة على الدولاب، وآخر المحطات، هي فترة التجفيف الطبيعي، التي تستغرق أياماً في الصيف، وربما شهراً في الشتاء، تختلف مراحل العمل تبعاً لحجم القطعة، وتُنجز بعض القطع الكبيرة على مرحلتين، ليتم تجميعها تالياً”.
بعد ذلك يتم الانتقال إلى مرحلة الحرق( الشوي) ضمن فرن خاص بهذه المواد والتي توضع حسب ترتيب معين ويتم أغلاق الفرن بشكل محكم لمدة تتراوح ببن 12 إلى 16 ساعة بعد أشعال النار داخل الفرن حتى لا يحدث تشقق للمواد المصنعة ، وتتراوح درجة حرارة الفرن بين 800 إلى 1200 درجة ، ويكون التبريد على مراحل وبشكل تدريجي ويستمر بين 72-60 ساعة بعدها تصبح المواد جاهزة للاستعمال والبيع .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار