كيف تتأثر صحتك بالوقت الذي تأكل فيه وجباتك من اليوم؟!

 

واجه الصيادون الأوائل فترات طويلة من الصيام، حيث اعتمد وصولهم إلى الغذاء على الصيد الناجح وصيد الأسماك وتوافر النباتات البرية.

بمرور الوقت، أدى تطور الزراعة الحديثة والانتقال إلى المجتمعات الصناعية إلى تغيير أنماط الأكل المعتادة لدينا، وتحويل وقت العشاء إلى وقت لاحق من اليوم لاستيعاب جداول العمل.

اليوم، مع الحصول على وفرة من الطعام، نادرا ما نعاني من فترات طويلة من الصيام، باستثناء فقدان الوزن أو الممارسات الدينية. ومن الشائع الآن تناول أربع وجبات أو أكثر في اليوم، مع استهلاك أكبر عدد من السعرات الحرارية في وقت لاحق من اليوم.

ومع ذلك، تظهر الأبحاث بشكل متزايد أن صحتنا لا تتأثر فقط بكمية الأكل، ولكن أيضا موعد تناول الطعام. إذن ماذا يعني هذا بالنسبة لجدولة الوجبات؟ وهل يمكن أن يفيد الصيام المتقطع؟

ينظم منظم الوقت البيولوجي الداخلي لدينا، أو الساعة اليومية، العديد من جوانب فسيولوجيا وسلوكنا. ويخبرنا أن نكون مستيقظين ونشطين أثناء النهار، وأن نرتاح وننام أثناء الليل. ويمكن أن يخبرنا أيضا عن أفضل وقت لتناول الطعام.

ويكون جسمنا مهيأ بيولوجيا لتناول الطعام خلال النهار. ويتم تحسين هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية واستقلاب الطاقة ليحدث عندما يفترض أن نكون نشيطين ونأكل.

ويمكن للعمل ضد هذه المرحلة الافتراضية، من خلال تناول الطعام بانتظام عندما يفترض بنا أن ننام ونصوم، أن يضر بهذه العمليات ويؤثر على صحتنا. وتم ربط أنماط الأكل غير المنتظمة، بما في ذلك الوجبات في وقت متأخر من الليل، بزيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي.

ويمكن القول إن العاملين بنظام الورديات، على سبيل المثال، والأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية أو بالتناوب، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري.

لكن اعتماد نمط الأكل الذي يتوافق مع إيقاع الساعة البيولوجية لدينا يمكن أن يقلل من هذه المخاطر. فهل يساعد الصيام المتقطع؟

تركز التدخلات التغذوية بشكل متزايد ليس فقط على “ماذا” نأكل ولكن أيضا “متى”. الصيام المتقطع هو أحد الطرق لتقييد توقيت ما نأكله وليس محتواه.

وهناك عدة أنواع من الصيام المتقطع، أحدها هو الأكل المحدود بالوقت. هذا يعني تناول كل سعراتنا الحرارية في فترة زمنية ثابتة تتراوح من 8 إلى 12 ساعة، أو حتى أقصر، كل يوم. ومعظم ما نعرفه اليوم عن الصيام المتقطع والأكل المقيَّد بالوقت هو من دراسات الفئران، والتي تُظهر فقدانا ملحوظا للوزن وفوائد صحية عامة مرتبطة بهذه الأنواع من التدخلات الغذائية.

ومع ذلك، يمكن أن تختلف بعض جوانب فسيولوجيا الفئران عن البشر. تحتاج الفئران إلى تناول الطعام بشكل متكرر أكثر من البشر، وحتى فترة الصيام القصيرة لها تأثير فسيولوجي أكبر على الفئران. يوم واحد من الصيام في الفئران يؤدي إلى فقدان 10% من وزن الجسم، في حين أن البشر يحتاجون إلى الصيام لمدة 14 يوما لتحقيق نتائج مماثلة. وهذا يجعل الترجمة المباشرة من الفئران إلى البشر أكثر تعقيدا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار