تشتهر أسواق دير الزور في فصل الشتاء بطحينة السمسم أو طحينة الميادين التي تتميز بطعمها وشكلها عن الطحينة البيضاء.
تنتج مدينة الميادين طحينة السمسم وتكون حصرياً في فصل الشتاء، فبعد أن يقوم الفلاح بزراعة الأرض بالسمسم والتي تكون في منتصف أيار وحصاده لها في شهري آب وأيلول يبدأ بعض أهالي المدينة، أو أحد أصحاب المعامل الخاصة بتلك الطحينة، بشراء السمسم من الفلاحين، من أجل التحضير لتصنيعها
قديماً كان أهالي الميادين وبعد عملية تحميص السمسم يطحنونه برحى خاصة، تتميز بحجمها الكبير عن الرحى المعروفة لدينا، أما اليوم فاستبدلت الرحى بآلات خاصة تقوم بطحن السمسم بسرعة بدلاً من الليالي والأيام التي كانوا يقضونها في صنع الطحينة، وهي تختلف عن الطحينة البيضاء بأنها مجمدة وليست سائلة.
الكثير من الدارسين والمقيمين من خارج المحافظة استغربوا ذلك النوع من الطحينة فهي تتميز بلونها البني الداكن، وبعد أن تذوقوا طعمها بدؤوا بإرسال ذلك النوع من الطحينة إلى عائلاتهم وأهلهم ليتذوقوها
تعتبر طحينة الميادين من تراث دير الزور، تعود إلى مئات السنين منذ أن بدأت دير الزور بزراعة السمسم، فهو يحتاج إلى تربة رسوبية وهذه التربة تتكون فقط على ضفاف الأنهار ويعتبر من المحاصيل الاقتصادية لمزارعي المحافظة إن أحسنوا استغلاله.
تؤكل الطحينة الميادينة في فصل الشتاء لأنها ترفع من حرارة الجسم ولكون منطقتنا باردة فالشخص الذي يأكل منها ويخرج إلى عمله تشعره بحرارة عالية، علماً أنها تؤكل مع دبس التمر أو العنب أو مع أي نوع من أنواع المربيات
لسيرج السمسم أو كما نسميه زيت السمسم علاج خاص للأمراض الصدرية، فكان آباؤنا وأمهاتنا عند شرائهم علب الحلاوة يأخذون الورقة الملاصقة للزيت والتي تكون ممتلئة فيه ويضعونها على صدر المريض ليشفى.