أٌقام اتحاد الكتاب العرب بدير الزور بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية محاضرة حملت عنوان: (التحديات التي واجهت وتواجه اللغة العربية عبر التاريخ) قدمتها لها الدكتورة طليعة الصياح أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الفرات
وأضحت في مستهلها أن اللغة العربية وعاء للفكر الإسلامي عبر خمسة عشر قرناً من الزمان، وهي الوسيلة لأداء العبادات ولها وظيفة اجتماعية فهي التي نتواصل بواسطتها من المحيط إلى الخليج، ومن خلالها نعود إلى تراثنا الأدبي المتنوع الذي هو مفخرة لنا، فاللغة العربية ثروة ثقافية للإنسانية قاطبة، وقد استفادت منها اللغات الأخرى كالعبرية والفرنسية والإنكَليزية. واندثار هذه اللغة أو اضمحلالها معناه ذهاب أحد أهم الموارد المغذية للغات الإنسانية.
وتابعت الصياح: تتمثل التحديات التي تواجهها اللغة العربية ترجع في مجملها إلى نوعين منها داخلية ومنها خارجية فالداخلية وتتمثل في الأزمة الحضارية التي تعيشها الأمة العربية، حيث وجدنا من يدعو إلى هجر هذه اللغة الفصحى واستبدال العاميات المحكية بها أو الاعتماد على اللغات الأجنبية بديلاً عنها، وكأن التطور لا يكون إلاَّ بالانسلاخ من اللغة العربية، علماً أن هنالك أمماً كثيرة قد تطورت مع حفاظها على لغتها القومية كاليابان والصين وروسيا وسائر الدول الأوروبية.
أما التحديات الخارجية فتتمثل في مزاحمة اللغات الأخرى لها، والغزو الفكري الوافد من الأمم الأخرى، والمتمثل أخيراَ في العولمة التي تريد ابتلاع ثقافات الأمم والشعوب،
وتابعت في متن محاضرتها: إن الأولوية في التعليم ينبغي أن تكون للغة الأم وهي اللغة العربية، هذه اللغة التي كانت لغة العلم والحضارة في العالم ذات يوم، والتي يمكن لها أن تكون ذات مستقبل باهر، وذلك لأن أكثر من ربع سكان العالم يدينون بالإسلام الذي جاء كتابه بلسان عربي مبين.
وختمت الدكتورة طليعة محاضرتها بالقاء بعض الضوء على مواجهة تلك التحديات والرد على المناقشات والطروحات والمداخلات من قبل الحضور
خالد جمعة