تحرير سورية.. أطول وأجمل ثمرة نضجت عبر التاريخ

بعد أجمل صبر شهده التاريخ منذ عصر النبوة، نضجت ثمرة سورية خالصة لا فضل لأحد عليها ولا منة إلا الله عز وجل، سقاها السوريون بدمائهم ودموعهم، ، ففي مثل هذا اليوم من العام الفائت، شهد السوريون أحداثاً مفصلية في تاريخ البلاد الحديث، وذلك مع إعلان انطلاق ما بات يُعرف بـ معركة ردع العدوان في 27 تشرين الثاني، والتي كانت ثمرة جهود وتنظيم أزاحا طغياناً جثم على صدر البلاد أكثر من نصف قرن من الزمان.
في هذا التاريخ أصبح الشغل الشاغل للسوريين منصّات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية التي تحولت إلى ساحات نقل مباشر للحظة التي يعتبرها كثيرون تتويجاً لـ أربعة عشر عاماً من الحراك الشعبي والعمل الثوري.
أنهت معركة ردع العدوان مرحلة من الحكم استمرت 54 عاماً، وهذه العملية جاءت بجهود أبناء سورية وحدهم دون تدخلات خارجية، مشددين على أن التحرير كان ثمرة تراكُم طويل من التنظيم والعمل الميداني.
سقط رعب النظام من قلوب السوريين وألسنتهم منذ أن انطلقت مسيرة “شاهين”  التي راحت تحصد فلول النظام الهاربة والمليشيات الطائفية المرتبطة بإيران، فكانت إحدى أبرز العلامات الفارقة في معركة التحرير والتي صُنعت بجهود سورية خالصة، بدءاً من تصميمها وصولاً إلى تنفيذها، وعكست تحولاً نوعياً في قدرات الثوار الميدانية.
أيام مجيدة مرت كحلم تحقق فخرجت سورية عن بكرة أبيها للاحتفال بعودة سورية إلى السوريين، بينما أكدت الدولة السورية منذ لحظات التحرير الأولى في كافة المحافظات على ضرورة الحفاظ على الأمن ومنع أي عمليات انتقام أو فوضى، وإطلاق مرحلة انتقالية تضمن مشاركة جميع السوريين في صياغة مستقبل البلاد.
تحرير البلاد ليس عملاً عسكرياً فقط، بل بداية لفجر مشرق لسوريا المستقبل، إعادة بناء البلاد اجتماعياً واقتصادياً وبنيوياً، إعادة إعمار البشر والحجر، بناء دولة من لا دولة تركها طغيان استنزف البلاد لنصف قرن من الزمان.
اسماعيل النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار