“علوك… الماء المعلّق بين السياسة والعطش”

منذ أكثر من ستّ سنوات، لم تعد محطة علوك في ريف رأس العين تضخّ الحياة إلى أنابيب مدينة الحسكة وبلدة تل تمر. ثلاثون بئراً كانت تنبض بالماء لتروي عطش مئات الآلاف، لكنها اليوم غارقة في صمتٍ ثقيل، تحرسها خلافات سياسية وعسكرية لا تعرف للضمأ معنى.

منذ عام 2019، حين توقفت المحطة عن العمل، باتت الصهاريج القادمة من منطقة الحمة هي الرئة الوحيدة لأهالي الحسكة. ومع مرور الوقت، أصابها الجفاف أيضاً، بعد أن نضبت مياهها الجوفية من فرط الضخّ والاستنزاف. بعض السكان لجأوا إلى الآبار السطحية، لكنها لم تصمد أمام تغيّر المناخ وتراجع الأمطار.
خلال هذه السنوات، سعت الدولة بالتعاون مع المنظمات الدولية إلى تركيب محطات تحلية صغيرة هنا وهناك، بعضها يعمل بالطاقة الشمسية، لكنّها لم تكن يوماً بديلاً عن “علوك” التي تبقى الشريان الرئيس للمدينة.
زيارات متكرّرة لوفود الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى المحطة، وتصريحات تتحدّث عن تقييمٍ للوضع، لكن لا ماء يخرج من الصنابير، ولا اتفاق يلوح في الأفق.
اليوم، وبعد كل هذا الزمن، يطرح الناس سؤالهم البسيط والمشروع:
متى تصبح المياه حقاً إنسانياً لا ورقة تفاوض؟ ومتى تعود علوك إلى الحياة؟
حجي المسواط

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار