يعد الخبز الأبيض من أكثر الأطعمة استهلاكًا حول العالم، ويدخل في معظم الوجبات اليومية. ورغم انتشاره الواسع، يُثار الكثير من الجدل حول تأثيره على الصحة. فهل يضر الخبز الأبيض فعلًا بالجسم، أم أن كل ما يقال عنه مجرد مبالغات؟ جربوا طريقة عمل الخبز اللبناني
كيف يُصنع الخبز الأبيض؟ يصنع الخبز الأبيض من دقيق القمح المكرر، حيث يتم إزالة النخالة (القشرة الخارجية) والجنين (الجزء المغذي) من حبوب القمح، مما يؤدي إلى فقدان العديد من الألياف والفيتامينات والمعادن. ونتيجة لذلك، يصبح الدقيق أكثر نعومة وأطول عمرًا على الرفوف، لكنه يفتقر إلى العديد من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.
تأثيره على سكر الدم :أحد أبرز المشكلات المرتبطة بالخبز الأبيض هو تأثيره على مستويات السكر في الدم. نظرًا لأنه مصنوع من دقيق مكرر يحتوي نسبة عالية من الكربوهيدرات السريعة الامتصاص، فإنه يرفع نسبة السكر في الدم بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة في إفراز الأنسولين. هذه الزيادة السريعة يعقبها انخفاض مفاجئ، مما قد يسبب الشعور بالجوع بعد فترة قصيرة، وبالتالي زيادة الرغبة في تناول المزيد من الطعام. وقد يكون هذا التأثير ضارًا بشكل خاص لمرضى السكري أو للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين.
نقص الألياف وأثره على الهضم :عند إزالة النخالة أثناء تصنيع الدقيق الأبيض، يفقد الخبز كمية كبيرة من الألياف الغذائية التي تؤدي دورًا مهمًا في تحسين الهضم وتنظيم حركة الأمعاء. ومقارنةً بالخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، فإن الخبز الأبيض أقل قدرة على تحفيز الشعور بالشبع، مما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن. كما أن نقص الألياف يمكن أن يسبب الإمساك ومشاكل هضمية أخرى. إليكم وصفات غذاء غنيّة بالألياف تُحضّر ب 5 دقائق.
هل يسبب في زيادة الوزن؟
يصنف الخبز الأبيض ضمن الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، مما يعني أنه يهضم بسرعة ويزيد من الشعور بالجوع بعد فترة قصيرة. هذه الخاصية قد تجعل من يستهلكه أكثر عرضة لتناول كميات إضافية من السعرات الحرارية خلال اليوم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بمرور الوقت. وتشير الدراسات إلى أن استبدال الخبز الأبيض بالخبز المصنوع من الحبوب الكاملة يمكن أن يساعد في التحكم في الوزن وتحسين التمثيل الغذائي.
نقص الفيتامينات والمعادن :عند إزالة القشرة والجنين من القمح، يفقد الدقيق الأبيض العديد من الفيتامينات والمعادن المهمة، مثل فيتامينات ب (ب1، ب2، ب3) والحديد والمغنيسيوم. رغم أن بعض المصانع تضيف هذه العناصر مجددًا بعد المعالجة، إلا أنها لا تعوض تمامًا الفوائد الطبيعية الموجودة في القمح الكامل. ولذلك، فإن الاعتماد على الخبز الأبيض كمصدر رئيسي للكربوهيدرات قد يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية الأساسية.
هل يحتوي مواد مضافة ضارة؟ أثناء تصنيع الخبز الأبيض، يتم إضافة بعض المواد الحافظة والمحسنات لتحسين قوامه وزيادة مدة صلاحيته. وبعض هذه الإضافات قد تكون غير صحية عند تناولها بكميات كبيرة، مثل المحسنات التي تحتوي البرومات، والتي أثيرت حولها تساؤلات بشأن تأثيرها المحتمل على الصحة.
فيما يلي نستعرض لكم بعض البدائل الصحية التي يمكن تناولها بدلًا من الخبز الأبيض:
خبز الشوفان :خبز الشوفان هو خيار صحي ولذيذ، يتميز بنكهته الطيبة وقيمته الغذائية العالية بفضل احتوائه الألياف والفيتامينات التي تدعم الصحة العامة وتعزز الهضم.
خبز بدقيق اللوز :خبز بدقيق اللوز هو خيار مثالي لمن يبحثون عن بديل صحي للخبز التقليدي، حيث يتميز بنكهته الغنية وقوامه الطري، بالإضافة إلى أنه خالٍ من الغلوتين ومناسب للأنظمة الغذائية الخاصة.
هل يمكن تناوله باعتدال؟ رغم أن الخبز الأبيض ليس الخيار الأفضل من الناحية الغذائية، إلا أن تناوله باعتدال قد لا يكون ضارًا بشكل كبير، خصوصًا إذا كان جزءًا من نظام غذائي متوازن. كما يفضل اختيار الأنواع المحسّنة غذائيًا التي تحتوي ألياف مضافة أو اختيار خبز مصنوع من دقيق القمح الكامل كبديل.
المصدر: وكالات