لو أدرك من دمّره ما كان يعني المعلّق لأهل دير الزور!

 

مراسل الفرات في ديرالزور

اكتسب جسر دير الزور المعلق مكانة رمزية خلال أعوامه الثمانين لدى سكان المحافظة كافة، جيلاً إثر جيل، ولا يكاد يخلو منزل في دير الزور من صور لأحد أفراد العائلة وهو يوثق وجوده على الجسر، وكان الناس يلتقطون الصور على الجسر خاصة أيام الأعياد، أو صور الصيادين أو ممن يتباهون بالقفز من الجسر للسباحة في نهر الفرات.

كنت لو صادفت أي شخص وأنت خارج دير الزور، لا يبدأ تعارفه معك إلا بثرود البامية أو الجسر المعلق وذكرياته عندما مرّ بالمدينة ذات زمن شخصي جميل.

كما كان الجسر والضفاف تحته مكاناً لتمارس النساء طقوساً ربما تسربت من حضارات وثنية، حيث كان من عادة أهل دير الزور أن يأخذوا العروس يوم زفافها للسير فوق الجسر أو بالقرب منه قبل ذهابها إلى بيت زوجها، ومن عادة النساء إطلاق شموع الخضر على ألواح خشبية لتسير فوق النهر، وهذا الطقس مرتبط بنذور النساء.

في اليوم الذي تكسر فيه الجسر المعلق على يد عصابات النظام البائد، تكسرت كل قلوب الديريين التي لا يوجد قلب منها طفلاً أو شيخاً، طفلة أم عجوزاً في الغابرين إلا وفيه ذكرى تدق مع نبضاته.

صحيفة الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار