لا يزال أهالي دير الزور يتبعون بعض الأعراف خلال الخطبة والزواج على أساس التقيد بالعادات ولكن التطور طال هذه الأعراف مع تطور المدينة.
يتم عقد الزواج بعد تقديم المهر وتقتصر الدعوة على الأهل والأصدقاء المقربين ويبقى النساء إلى وقت متأخر من الليل يقيمون حفلاً للعروس ويصمدونها بعد أن ترتدي البدلات الخاصة بهذه الليلة، ويجيء الخطيب ويلبس العروس تلبيسة من المصوغات الذهبية
تطورت الخطبة في دير الزور وقراها خلال ثلاثة مراحل وهذه المراحل كانت نتيجة التطور الذي ألم بالمدينة، ففي المرحلة الأولى من الخطبة كان الأب يختار مع الأم خطيبة لابنه، وتجري مراسم الخطبة دون أن يكون للفتى والفتاة رأي فيها، أما المرحلة الثانية فضعفت فيها سيطرة الأب والأم وأصبح للعريس رأي يؤخذ به في دائرة الاستشارة العائلية، فيطلبون من العريس اختيار خطيبة تليق به وبعائلته فيرسلون البنات والصديقات إلى كل مناسبة تجتمع فيها البنات المؤهلات للزواج كالأعراس، والطهور، والحمام ومن وراء تحرياتهم يأتي البنات بمجموعة من الخطيبات لتصبح بعدها عمليات التنقيح والتنسيق وليبقى في ميدان الترشيح اسمان أو ثلاثة ويكون ميزان الترجيح بيد الفتى، وهنا تظهر رغبته البصرية ليرى تلك المرشحات إذا لم يكن له معرفة سابقة بهن، وهنا تظهر براعة الأساليب النسائية فيخلقن مناسبات تمكن الفتى من إلقاء نظرة ولو من بعيد ويطابق بين ما وصف له وما رآه بعينه الحقيقية.
المرحلة الثالثة من الخطبة هذه المرحلة اكتسب فيها الفتى خبرة وأصبح على جانب لا بأس فيه من سعة النظر، ومعرفة الركائز الأولية التي تقوم عليها حياة العائلة الصحيحة، وهذه المرحلة أضعفت كثيراً من تلك العادات الشديدة، وما يتعلق بأمور من استبداد عائلي ليس للفتى أو الفتاة أي وجهة نظر فيها.
هناك دور أساسي تلعبه الخاطبات في الحصول على الموافقة المبدئية، وجس النبض، عندما يجزم الفتى ويقع الاختيار النهائي على أحدى الفتيات يعلم أهله بذلك، فتقوم الأم والأخت ومعهن مجموعة من القريبات ليذهبن إلى دار الفتاة المرشحة كزائرات فيجلسن مجلس محادثة ومسامرة وفكاهة حتى تسنح الفرصة لتسر أم الفتى رغبتها لأم الفتاة إلا أن أم الفتاة تظهر الترحيب ولا تعطيها كلاماً قاطعاً لا بالقبول ولا بالرفض، وإنما تجعل أمر الفتاة بيد ولي أمرها وتنتهي المحادثة بعدم قطع خيوط الرجاء بقولهم إن شاء الله ما يصير إلا الخير مؤكدين أن الجواب القطعي سيكون بعد يومين أو أسبوع.
في نهاية الموعد تذهب أم الفتى إلى أم الفتاة للاطلاع على الرأي الأخير إما بالرفض أو الموافقة، وفي حال الرضى تقول أم الفتى لأم الفتاة حملونا حملنا أي عيني مقدار المهر المعجل والمؤجل فإذا كانت للفتاة أخت متزوجة يصبح المهر معلوماً مثل مهر الأخت وإن لم يكن لها أخت متزوجة يعين المهر بعد أخذ ورد.