تمر السنة الخامسة على التوالي وأطفال محافظة الحسكة يعانون من الوصول إلى مدارس وزارة التربية السورية البعيدة عن أحيائهم بعد أن استولت ميليشيا “قسد” على أكثرها في أحيائهم وفرضت مناهج تدريسية مغايرة للمناهج الرسمية لوزارة التربية السورية وذلك لتعزز فكرها الانفصالي كما حولت بعض المدارس إلى مقار عسكرية وسجون تابعة لها.
ورغم التحديات التي تواجه أطفال المحافظة والتي تترافق هذا العام مع الظروف المعيشية الصعبة الناتجة عن الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الغرب على الشعب السوري إلا أن إرادة أبناء المحافظة وصمودهم وتمسكهم بمناهجهم المدرسية الوطنية كانت رسالة تحد للراغبين في نشر الجهل والتخلف والفرقة بين أبناء الوطن خدمة للمحتل.
على طريق الأحياء المحيطة بمركز مدينة الحسكة يتوافد الأطفال كل صباح قاصدين المدارس التابعة لمديرية التربية بعد أن حرمتهم الميليشيا من مدارسهم المنتشرة في أحيائهم ومنهم الطفل رعد وشقيقته رغد اللذان قدما من حي العزيزية مشيا على الأقدام قاطعين مسافة تقارب 3 كيلومترات للوصول إلى مدرستهما مشيرين إلى أن المدرسة الملاصقة لبيتهما أغلقها مسلحو الميليشيا منذ عدة سنوات.
والد التلميذة هبة القادم مع طفلته مشيا على الأقدام من حي غويران المتاخم لمركز مدينة الحسكة لفت إلى أن ميليشيا “قسد” أغلقت جميع مدارس الحي التي كانت توفر لهم التعلم بالقرب من منازلهم وذلك بهدف نشر الجهل والتخلف للسيطرة على الشباب الجاهل وتوظيفهم في خدمة خططها وخطط الاحتلال مشيراً إلى أن غالبية أبناء الحي يرفضون إجراءات الميليشيا ويتكبدون عناء التنقل لإيصال أبنائهم إلى مدارس مركز المدينة التابعة لمديرية التربية لتدريسهم المنهاج التعليمي لوزارة التربية.
المدرس عبد الله أشار إلى أن أطفال الأحياء المحيطة بمركز المدينة يسجلون قصصا في الصمود والتحدي من خلال تمسكهم بمناهج وزارة التربية السورية ورفض المناهج غير الوطنية ومن أجل ذلك يتكبدون وأهلهم عناء الوصول إلى صفوفهم المدرسية وسط المدينة داعيا إلى ضرورة قيام المؤسسات والمنظمات الدولية الخاصة بالطفولة بالضغط على ميليشيا “قسد” لإعادة المدارس التي استولت عليها إلى مديرية التربية وضمان استقرار العملية التعليمية في المحافظة.
مديرة التربية إلهام صورخان أوضحت أن المديرية وعبر المدارس المنتشرة وسط مدينة الحسكة والتي تقع ضمن حماية الجيش العربي السوري تستقبل جميع التلاميذ من المدارس المستولى عليها ورغم الصعوبات الناتجة عن ذلك والتي تتمثل بالاكتظاظ الذي كان يحصل خلال السنوات الماضية داخل الشعب الصفية إلا أن المديرية تعمل بشكل مستمر على تخفيف الضغط الحاصل من خلال بناء غرف صفية مسبقة الصنع والتوسع في أبنية بعض المدارس وتعميم نظام الدوامين الصباحي والمسائي بهدف استثمار المدارس بالشكل الأمثل.