تميزت دير الزور خلال العهد العثماني بالنظام التجاري المتنوع بين نظام ريفي تسود فيه صبغة المقايضة التجارية، وبين مجتمع حضري يجمع بين النقد والتبادل في آن واحد.
حيث كان يتم غزل الصوف وتلوينه، وكل فئة من الناس تعمل بلون معين كالأصفر والأحمر والأسود ويتم التبادل بكبة من الصوف الأحمر بأخرى من لون آخر ولذا فإن المثل الفراتي يقول: (صبة بصبة وكبة بكبة).
عاش المجتمع الديري مجتمع المقايضة التجاري وعرف هذا التقايض بالاعتماد على الوزن فكانت هناك مكاييل وأوزان تقديرية تستخدم كوحدات للتبادل.
وبين المرحوم الباحث عمر صليبي نظام الأسعار والضرائب في دير الزور بالقول: (كان أهالي دير الزور يستخدمون في التبادل الكبير الحجم نظام الصبة، وتعني القمح المذرى المجموع بعد الدراس على شكل كوم أو كومة، والكوم كان يعادل خمسة شنابل تقريباً، والشنبل هو الكيس الذي توضع فيه الحبوب ويتسع عادة لمئة كيلوغرام قمح، وكذلك الأمر بالنسبة للفظة كبة والتي تعني الكرة الصوفية المغزولة بحجم حقة وتصغيرها كبكوبة).
وأضاف الصليبي: (سادت الحقة أو الأقة في لواء الزور ولا تزال الحقة مستخدمة في دير الزور والحقة تعادل وزنا مقداره كيلو وثلث، أما الكيلة أو العلبة فهي إناء مصنوع من الخشب يشبه المخمر الخشبي ولكن بلا غطاء يتسع لتنكة من القمح، والصاع هو ما يعادل 1850 غراماً، كما يستخدم الدرهم وحدة قياس فردية صغيرة لوزن ملح الليمون والفلفل الأحمر وغيرها من التوابل، كما يستخدم في صناعة اللحم المشوي ويعادل الدرهم ثلاثة غرامات وثلث أي كل 100 درهم تساوي 330 غرام).
وعن الضرائب والرسوم أوضح الصليبي: (عرفت الأسواق التجارية بدير الزور مجموعة من الضرائب التي عرفت باسم باج وهي رسم ضريبة تدفع على أي سلعة تحمل للسوق وتؤخذ من البائع، وهناك ضريبة أخرى هي الدمغة تفرض على الصناع والنساجين وصانعي المكاييل، وهناك رسم القبان وتؤخذ داخل كل خان تجاري منها خمس بارات عن حمل الرز، وخمس بارات عن حمل الزيت و15 بارة حن حقة القهوة).