قبل انتشار وسائل الاتصال كانت الشلاية والدلال يقومون بمهمة إرجاع المفقود أو الشيء الضائع لأهله يجوبون شوارع الدير مستغلين علو صوتهم يحلفون بالله عليهم بإعادتها.
قديما وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي انتشرت في دير الزور عادة من عادات أهلها المتوارثة عن أسلافهم حيث يكلف رجل أو امرأة بالبحث عن شيء ما مفقود أو ضائع، وغالبا ما يكلف شخص يسمى الدلال، وإذا كانت امرأة تسمى الشلاية، وغالبا ما يكون البحث عن طريق الشلاية، حيث تدور في حارات الدير وأزقتها وهي تصيح بصوت عال يا صلاة محمد ..الشاف ..ولد لابس _ وتصف اللباس والعمر وابن منو، وإذا كان المفقود ذهبا أو مالا بنفس الطريقة (يا صلاة محمد…. اللقا_(الذي وجد)_وتذكر الذهب أو المال أو الشئ المفقود، وأحيانا تطرق الباب وتسأل وتخبر أهل الحي.
أما الدلال فيقوم أحد الأشخاص او العائلات باستئجاره وهذا الشخص يقوم بالنداء على الشيء المفقود إما طفل أو مال أو ذهب في الأسواق وخاصة في السوق المقبي وفي سوق الهال وفي الأسواق الرئيسية ويقول يا جماعة الخير ضايع ولد ليبس كذا وهناك بعض الدلالين والشلاية من يقوم بذلك بلا أجر لوجه الله تعالى.
ويشير الباحث الاجتماعي وأستاذ اللغة العربية خالد الحسين عن مهنة الشلاية والدلال بالقول:تشتهر الشلاية بعلو الصوت فهي تجوب حارات الدير مرتدية العباءة الحبر أو كما معروف بالعباءة الديرية فهي تعتبر نوعا من التكيف الخاص مع البيئة الحارة وذلك عبر شكل تفصيلها الواسع والفضفاض، الذي يسمح بتحركٍ نشط للهواء داخلها، وهي أيضاً أسلوب خاص للتعبير عن الحشمة والتمسك بالقيم السائدة التي كانت تدعو إليها الأديان جميعها، وعندما يسمع الأطفال صوت الشلاية أو الدلال يقومون بالمشي خلفه أو خلفها مرددين ما يقولونه من فقدان للشيء وكلما مروا بإحدى الحارات زاد عدد الأطفال.
ويضيف:كانت الأمانة في ما مضى من أهم المقومات التي يعتمد عليها المجتمع بشكل عام والديري بشكل خاص فما أن يسمع بالحلفان أو بالنخوة حتى يعيد القطعة إلى أهلها بعد ذكر مواصفاتها أن كان ذهبا أو مقدار النقود الضائعة وهكذا.
ويختم الحسين بالقول: هناك عدة أمثلة ضربت في دير الزور على الشلاية وخاصة بين النساء ومنها كافي تشلي تضرب للمرأة التي تحكي كثير ويكون صوتها عال، أما عن الرجل فضربوا له المثل خاصة لمن كان صوته عالي وبالديري يقولون يكثر الدرقعة.