إنها الأكلة الأشهر في تاريخ مدينة دير الزور، وهذه الأيام موسم جنيها والتمتع بلذتها، وعندما تذكر الباميا تذكر مدينة دير الزور معها فيقال على المستوى العربي وليس السوري فقط: (باميا ديرية)، وذلك لسببين رئيسين، أولها أن الباميا التي تنمو في دير الزور تختلف عن غيرها، وهي المفضلة لدى جميع الناس لتفوقها من حيث الجودة واللذة والشكل، فتحولت بذلك إلى علامة تجارية للمدينة، حتى صارت ترسل كهدايا إلى بقية المحافظات وإلى العالم العربي، والسبب الثاني هو اشتهار ما يعرف بـ (ثرود الباميا)، ولو كتبنا مصطلح (طبخة باميا) على محرك البحث غوغل لتفردت دير الزور بالرشح والصور عن (ثرود الباميا).
فما قصة هذا الثرود وما سبب تميزه؟ تعود كلمة ثرود الديرية إلى قريش وإلى هاشم بن عبد المطلب تحديدا، فاسمه كان عمرو، وخلال سنوات عجاف، كان عمرو يطعم قومه وابتكر لهم الثريد، وهو هشم الخبز وفوقه اللحم والمرق على شكل موائد كبيرة يتجمع حولها الجياع، ولذاك سمي عمرو بهاشم وقال الشاعر:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه قوم بمكة مسنتين عجاف
من كلمة ثريد اشتق الديريون كلمة ثرود، وأضافوا البامية نبتتهم المفضلة والمميزة إليه، ومن ميزات هذه الأكلة وطقوسها، أنها طعام عائلي فلا بد من اجتماع العائلة عليها، وهذا الطقس انحسر تدريجيا وبقي في الأرياف فقط، كما أنها تصنع بخبز التنور الديري حصرا، وبلحم الضأن حصرا ولا بد من وجود الفليفلة معها والشنينة وهي اللبن الديري الرائب، وهذه الطقوس لا يزال الديريون يحافظون عليها.