ولد عبد القادر عياش في دير الزور عام 1911، والده عياش الحاج حسين ووالدته قمر عبود الحسن من نفس الأسرة، تزوج من ابنة عمه مديحة بنت محمد العايش سنة 1936 ورزق منها بسبعة أولاد ذكور هم: فاروق وغازي وعبد العزيز وأربع بنات هن فرات وجلاء وسناء ووفاء، عين قاضياً عقارياً في حلب سنة 1936، ثم انتقل إلى معرة النعمان، ثم إلى دير الزور، ثم إلى دمشق قاضياً مفسراً، وفي عام 1941 عين مديراً لمنطقة الباب في حلب قضى فيها سنتين ثم انتقل إلى سلمية فاستقال من الوظيفة سنة 1943، وعاد إلى ممارسة المحاماة في دير الزور وإلى جانب المحاماة عين محامياً لقضايا الدولة عدة سنوات، كما عين عضواً في المجلس البلدي في دير الزور سنة 1944.
ولقد لعب عبد القادر عياش دوراً أساسياً في الحراك الثقافي في وادي الفرات، خصوصاً في مدينته دير الزور وذلك من خلال تأسيسه للعديد من المشاريع الثقافية، والتي كانت في أغلب الأحيان على نفقته الخاصة، أسس نادي البيت الثقافي في دير الزور سنة 1944. كما أصدر مجلة صوت الفرات سنة 1945، واستمر إصداره لها مدة 22عاماً أي لسنة 1967، وهي مجلة كان ينفق عليها من ماله الخاص، ولا يعود عليه شيء من نفقات طباعتها، اقتصرت موضوعاتها على التعريف بحضارة وادي الفرات، وتاريخ مدنه، ووصف اقتصاده، وتدوين تراثه الشعبي، وإبرازه وأسس جمعية العاديات في دير الزور سنة 1958.
لم يعش المرحوم عبد القادر عياش طويلاً فقد مات عن عمر 63 عاماً.
وقال عنه شاعر دير الزور الكبير محمد الفراتي: (عرفت الأستاذ عياش منذ نعومة أظفاره مثالاً للحركة الدائمة والعمل المتواصل والبذل بسخاء، وهذا يدل على حب الأستاذ عياش لوطنه والذي لا يكاد ينازعه فيه منازع)
الدكتور عبد السلام العجيلي: (ترك لنا الاستاذ عبد القادر عيّاش ذخيرة كبيرة من الكتابات التي يمكن اعتبارها موسوعة تبحث في تاريخ وادي الفرات وجغرافيته وحضارته من مختلف جوانبها وفي مختلف اطوارها، وعدا عن الصفة الموسوعية لهذه الكتابات فإنها تتميز بكونها عملاً منفرداً سد ثغرة في معارفنا عن وادي الفرات لم يتعرض أحد قبله إلى سدها)
الأستاذ كامل إسماعيل: (كان منزله عبارة عن متحف للتقاليد الشعبية، هذا إلى جانب مكتبة كبيرة غنية بالمراجع.)
ألف ونشر عياش أكثر من 117 بحثاً وكتيباً عن وادي الفرات عامةً ودير الزور خاصةً.
اسماعيل النجم