(أشعر بروحي تزهر من جديد) هذا ما قالته أم خالد من الرقة وهي تقوم بجني محصولها من القمح رفقة زوجها أبو خالد.
المرأة الرقاوية ذات الستين عاما كانت هربت مع أفراد عائلتها محشورين في قارب صغير من قريتها الرحبي التي استولى عليها الإرهابيون، وانتهى بها الأمر مع عائلتها محشورين أيضا في مخيم مزدحم بائس، وقد تركت وراءها بيتا وحقلا وسنوات طويلة من الخير.
تقول أم خالد: (انقلبت حياتي رأساً على عقب، بعد فراق بيتي الواسع وحقلي، والإقامة في مخيم مزدحم، هناك تعبت وضعف بصري من شدة البكاء) لكنها وزوجها استردا أرواحهما بعد بسط الأمن والأمان في القرية، وسارعا للعودة، وقاما بترميم البيت بشكل جزئي، وحاولا استعادة الحقل إلى ماضيه فلم يملكا الإمكانيات.
كانت عائلتهما واحدة من ألف عائلة استفادت من منحة تضمنت 200 كغ بذار و150 كغ سماد، وهي بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبالتنسيق مع مديرية زراعة الرقة، وها هي أم خالد مع زوجها بين غلال الذهب الأصفر، تقول إنها ستعزل منه كيسين للطحين وتسدد بالباقي ديونها، الأرض لا بد أن تعود يوما لأصحابها الحقيقيين، فليفهم الموهومون هذا القانون الطبيعي الذي لا استثناءات له.